باب ترك السؤال والتعمق فيما لا يضر جهله

2 وقت القراءة

 

 قال الشيخ أبو عبد الله ابن بطة في الإبانة الكبرى: 

" اعلموا إخواني أني فكرت في السبب الذي أخرج أقواما من السنة والجماعة، واضطرهم إلى البدعة والشناعة، وفتح باب البلية على أفئدتهم وحجب نور الحق عن بصيرتهم، فوجدت ذلك من وجهين: أحدهما: البحث والتنقير، وكثرة السؤال عما لا يغني، ولا يضر العاقل جهله، ولا ينفع المؤمن فهمه. والآخر: مجالسة من لا تؤمن فتنته، وتفسد القلوب صحبته، وسأذكر في هذين الوجهين ما يكون فيه بلاغ لمن قبل النصيحة، وكان بقلبه أدنى حياء إن شاء الله "

---

وأقول أكثر ما ينطبق عليه هذا الكلام هو المسائل الكلامية لعدة أسباب:

• لم نؤمر أن نبتدأ فيها فهي لا تضر ولا تنفع فما يعلم بالعقل منها من الأمور الصحيحة فقد جاء الشرع بما هو أكمل وأضبط منه.

● واستغنائك بالشرع عن العقل فيها لا يضرك بل ينفعك ويريحك.

● واستغنائك بالعقل عن الشرع فيها يضرك ولا ينفعك ولا يريحك.

• يكثر الاجمالات واختلاف العبارة والاصطلاحات على أهلها فلا تكاد تفهم حكمتهم ويشتبه عليك قول بعضهم ببعض فقد يستعملون اللفظ المعين يمعاني متباينة أشد التباين، وهذه علوم أعجمية الأصل أدخلت معها العجمة على ألسنة حملتها وعلى عقولهم.

• كثرة السفسطة والتشغيب ومعاكسة هذه الطريقة من بابها لطريقة الإنسان الفطرية في التفكير والبناء على البدهيات والضروريات دون تطرق الشك والنظر والهدم عليها هي وعلى الأسس التي يعمل العقل به أساسا.

• التعمق في جواب الملاحدة بما هو فوق الحاجة مما أدخل عليهم التنزل لهم في كثير من المواضع التي لا حاجة للتنزل فيها، ثم صار الأمر تسليما حقيقيا لبعض المقدمات الدهرية من حيث الأصل وثم محاولة تطويعها لتلائم الإسلام مما أدخل التجهم عليهم.

● جواب هذه الأسئلة المتعمقة بأجوبة من خارج الكتاب والسنة لعدم وجود أجوبة تفصيلية بالكتاب والسنة لهذه الأسئلة المتنطعة السوفسطائية نتيجة استغناء البشر بفطرتهم عن جواب كل هذه المسائل حتى يستطيعوا بناء عقيدتهم في مسائل أصول الدين الكبرى مما فتح الباب للبدع على مصراعيه في أهل تلك العقيدة فاستحالت السنة بدعة والبدعة سنة.

#الغيث_الشامي

إرسال تعليق