قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
"وليس المقصود بالدين الحق مجرد المصلحة الدنيوية من إقامة العدل بين الناس في الأمور الدنيوية كما يقوله طوائف من المتفلسفة في مقصود النواميس والنبوات أن المراد بها مجرد وضع ما يحتاج إليه معاشهم في الدنيا من القانون العدلي الذي ينتظم به معاشهم لكن هذا قد يكون المقصود في أديان من لم يؤمن بالله ورسوله"
ثم يكمل بعد أسطر:
"وهؤلاء المتفلسفة الصابئة المبتدعة من المشائين ومن سلك مسلكهم من المنتسبين إلى الملل في المسلمين واليهود والنصارى يجعلون الشرائع والنواميس والديانات من هذا الجنس لوضع قانون تتم به مصلحة الحياة الدنيا ولهذا لا يأمرون فيها بالتوحيد وهو عبادة الله وحده ولا بالعمل للدار الآخرة ولا ينهون فيها عن الشرك بل يأمرون فيها بالعدل والصدق والوفاء بالعهد ونحو ذلك من الأمور التي لا تتم مصلحة الحياة الدنيا إلا بها ويشرعون التأله للمخلصين والمشركين"
قلت: وهذا شبيه بقولهم "اعتقد الإنسانية ثم اعتنق ما شئت من الأديان"، وما يتفرع عليه من تقديم الرخاء المعيشي وتحقيق العدل بين الناس على ما يتفقون هم على أنه العدل وتقديم الشجاعة ورفض الذل ومثل هذه الشعارات على بعض الأحكام الشرعية بل وإطلاق عبارات مثل (لو كان هذا من الإسلام فسأعلن خروجي منه) لكونه لا يحقق من يراه هو عدلًا أو حسنًا.
المرجع:
| جامع الرسائل، المجلد الثاني،231-32
233
#الغيث_الشامي