قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
"وليس كلُّ من وجدَ العلم قدرَ على التعبير عنه والاحتجاج له،
- فالعلمُ شيءٌ، وبيانه شيء آخر
- والمناظرةُ عنه وإقامةُ دليله شيء ثالث
- والجواب عن حجة مخالفِه شيء رابعٌ."
- جواب الاعتراضات المصرية على الفتيا الحموية - قطعة منه (ص: 44)
__
فكثير من الحجج العقلية الضرورية التي تصاغ تكون من هذا النوع، فإن أصل معناها فطري ولكن صياغتها والاحتجاج بها ودفع المشاغبات والسفسطات عنها لا تكون لكل أحد بل لمن تمرس على هذا وكان له علم بالجدل وفصاحة لسان، بل ربما لا يحتاج العامي إلى صياغتها مع حضور نتيجتها وظهورها في نفسه وفي نفوس عامة الناس فلا يجتاج إلى العلم بالكيفية التي انتظمت هذه المقدمات في نفسه بشكل فطري وبلا تكلف نظر وتفكير وقد يحصل له زيادة يقين إن تفكر فيها واستظهرها لا على وجه الشك إنما على وجه التأمل في آيات الله ودلالتها، وقد يزول يقينه إن كان على وجه الشك والوسواس فمثل هذا التعمق في النظر ففي حقه يزيد الحق غموضًا وربما إن لم يحسن العبارة عنه ولا نظمه شك فيه كله واعتبر ذلك قصورًا في نفس الحق الظاهر لا في عبارته هو ونظمه وتعبيره عن الدليل بقياس فاسد أو كلام مجمل.
#الغيث_الشامي