اشتراط الفلاسفة لمعيار عدم التناقض لضمان ضرورية الضرورات!
ادعاء أن الضرورة لا يمكن معرفة كونها ضرورة إلا بأن يعود إنكارها إلى عدم التناقض دور، لأن المدعي لهذا يلزمه:
1- إما أن هذا المعيار الذي يقوله نفسه ضروري بذاته وهذا فيه إثبات لضرورة زائدة على عدم التناقض.
2- أو أنه معيار نظري وهو دور لأن على كلاهما النظريات لا تعرف إلا بالضروريات والضروريات تعرف إلا بالنظريات.
3- أو أن يزعم أن عدم التناقض نفسه ضرورة تعرف دون الرجوع إليها وهذا فيه إثبات لضرورة لم تحتاج لعدم التناقض.
4- أو أن يزعم أن عدم التناقض يحتاج فيها للرجوع لعدم التناقض وهذا دور قبلي إذ هو هكذا يثبت الشيء المطلوب اثباته بنفسه!
5- أو أن يدعي أن كل الضرورات تحتاج إلى العودة إلى عدم التناقض إلا عدم التناقض نفسها، وسنقول له هذه الجملة التي ذكرتها هل هي ضرورية؟ فإن قال نعم قلنا: فهي تحتاج إلى عدم التناقض لتثبت صحتها، وإن قلت نعم أنا لن احتكم إليها قبل أن ارجعها إلى عدم التناقض لأتأكد من صحتها فهذا هو نفس الاحتكام إليها قبل معرفة صحتها وهذا دور قبلي كذلك لاستخدامك إياها في اثبات صحة نفسها!
وهذا أشبه بمعضلة الكذاب فهذه القاعدة تقول لك لا تصدق أي أحد من هذه القرية قبل أن تسألني عنه لأخبرك هل هو صادق أم كاذب، وبنفس الوقت أنا نفسي فرد من أفراد هذه القرية!
#الغيث_الشامي
- الصورة من كتاب "الانتصار للتدمرية" والمقال أعلاه هو حاشية وضعتها على هذه الفقرة أدناه: