جميعنا نعلم أن الماضي يؤثر على المستقبل، من جهة أن المستقبل ما هو إلا تراكمات ما تبقى من نتائج الماضي.
لكن ما رأيك لو قلت لك أن هيئة المستقبل قد تساهم في تحديد كيفية هيئة الماضي وأحداثه!، ولست أحدثك عن الجوانب الخرافية لنظرية النسبية كالسفر عبر الزمن أو غيرها من النظريات الغيبية التي تعتدي بالعادة على مثل هذه المعاني.
إنما عن القدر!
كونك ستعصي وتعاقب في المستقبل، فإن هذا العقاب حدث وله أسباب تسبقه والله رتبها لتفضي إلى عقابك بعد أن تعصي، مع أن أسبابها متسلسلة من قبلها بزمن ولأضرب لكم مثال:
فلان قتل اليوم وسيتم اكتشاف أنه هو القاتل بعد سنة ويتم سجنه، وهنا تجد أن الله هيئ الأسباب للإمساك بهذا المجرم من قبل أن يولد أصلًا!
فقد بني نظام الدولة كله بحيث يفضي في علم الله وإرادته وقدرته وحكمته وعدله أن يتم الإمساك بهذا المجرم تحديدا ثم هيئت الأسباب لبناء السجن الذي سيسجن فيه ثم أن يكون في منطقة قريبة منه وإلخ، لذلك فكثير من الأحداث التي نراها حولنا قد تكون حكمة من الحكم التي خلقت لأجلها هي حدث سيحدث بالمستقبل بناءً على تراكمها على هذه الصورة أصلًا.
ومن أمثلة ذلك المثال الشهير الذي يضربه علماء الرياضيات ويسمى " Butterfly Effect"، فيقول لك إن رفرفة جناح فراشة في الصين قد تكون سببًا وعاملًا في تشكل إعصار في كليفورنيا.
ومثال ذلك أنك تجد ولادة طفل لا حول له ولا قوة في دولة ما في يوم عادي جدًّا لأبوين في طبقة لا يؤبه لها في العادة، يشكل تغيرًا كبيرًا في سياسة واقتصاد المنطقة كلها وليس فقط دولته، فتأمل.
الخلاصة:
الله سبحانه يعلم ما سيكون عليه المستقبل، فيكون الله قد هيئ له من أحداث الماضي ما سيفضى إلى أحداث تتزامن مع ذلك المستقبل بحيث يحصل ما يحصل من عقاب لفلان وثواب لفلان وزواج فلان مع فلانة وغيره.
فاسأل الله دائمًا أن يهيئ لك الخير ويدبر فإنك والله أمام هذه العظمة لا تحسن التدبير.
هذا والله أعلم
#الغيث_الشامي