ملاحظة في إنكار الحد:

يوهمك الأشعري أن لديه مشكلة مع فكرة الحد نفسها، وبالحقيقة هو يخفي عنك السبب الحقيقي الذي دفعه لإنكاره وفقط يخوفك بالكلام المستشنع.

فالمقدمات المخفية عنده هي: 

لو كان محدودًا لكان جسمًا، ولو كان جسمًا لكان حادثًا ولو كان حادثًا لكان مخلوقا

والمقدمة الأولى مبنية على نظرية الجوهر والعرض الآرسطية المعدلة وأن الحد يلزم منه المكان والمكان عرض على الجوهر الجسماني ويلزم منه التركب من جوهر وعرض.

والثانية أن الأجسام كلها متماثلة في ذلك (اي في جوهرها بغض النظر عن الصفات!)

ومن ثم فهي حادثة وكل حادث مخلوق (وفيه نفي الأفعال الاختيارية)

واخيرا فإن كل ما هو في مكان فهو مخلوق وفيه انكار العلو والفوقية والنزول والاتيان والمجيء والرؤية (على التحقيق)، وفيه إنكار أن الله أكبر من كل شيء.

وكذلك من لوازمه انكار الحد الذي يحد الله به خلقه ويكون فوقهم ولا يختلط بهم ولا يختلطون به وقد جاء في الشرع ايضا ان هناك سدرة المنتهى والحجب بين الله وخلقه!

فلا تسمح لهم أن يتلاعبوا بك بتخويفك بالمصطلحات وهم يعلمون أنهم يعاملونك على قدر عقلك لأنك عامي لا تفهم هذه المقدمات وفقط ستخاف من كلمة حد ومحدود فتنكرها بدون سبب وبدون السبب الحقيقي الذي أنكروه لأجله.

#الغيث_الشامي

إرسال تعليق