الأخذ بالظاهر السياقي القرآني دون تعلم علم الكلام كفر عند الأشاعرة المتأخرين!

 الأخذ بآيات القرآن الكريم على ظاهرها السياقي اللغوي دون تعلم علم الكلام كفر! 

"فالظاهر المردود عند السنوسي وسائر الأشعرية هو ما يظهره النص

وبلغته، مما لا دافع له إلا عقليات المتكلمين التي لولاها لكان هذا الظاهر هو الحق، وقد نقلنا كلام أصحابه في رد الظاهر والطعن فيه، وأنه يحاكم للعقليات والبراهين قبل أن يجرى لكونه ظنيا لا يقدم أمامها.

وكلام السنوسي خطير لصراحته وشموله! فحين يقول بأن التمسك بظواهر

الكتاب والسنة - هكذا! ـ أصل من أصول الكفر، فينبغي أن ينبذ مقالته كل معظم للوحي، إذ الكتاب والسنة لا يكونان إلا دالين على الهدى، ولو لم تدرس كتابا كلاميا في حياتك، ولو لم تعرف شيئا من المنطق والفلسفة، لكفى شرطا في هدايتك به أن تأخذه بلغته أخذ السلف الأوائل، وأخذك إياه بمقتضى اللغة وبفهم من خوطبوا به - ليس أخذا بأجنبي عنه، إذ هو من زكا فهمهم وأحالك إليهم وإلى لغتهم، فإن لم تطق أن تأخذه أخذهم بالتمام - أخذته متبعا إياهم بإحسان، وليس في مسلكهم أي اشتراط لعرض الظواهر على الكلاميات والعقليات النظرية، بل ما عرفوها أصلا، ودون الناقض آثارهم، فليستخرج لنا أين زعم أحدهم مثل هذا الشرط الفاسد، وليستخرج لنا أين قال أحد منهم بأن من أصول الكفر الاكتفاء بظواهر الكتاب والسنة دون عرضها على الكلاميات!

فالسنوسي يقول لك: لو أدركت المعنى اللغوي الصحيح في الوحي

فيجب أن تنتظر، لا تثبته كما فهمته لغةً ولو كان فهمك اللغوي صحيحا، ابحث هل هناك فرينه كلامية تمنع هذا الظاهر العربي أم لا؟ ونقب في بطون الكتب وسل المتكلمين هل هذه الظواهر مقبولة عندهم لتتعبد الله باعتقادها أم لا!

ولم يأت السنوسي ببدع من القول، نعم كلامه صريح خطير، ولكنه مقتضى

كلام من سبقه وقولهم إن شرط الاهتداء بالمنقولات أن تحاكم للمعقولات الكلامية، وأنها فى نفسها لو أخذت دون هذه المحاكمة - اقتضت الكفر أو البدعة."

- 📖 الانتصار للتدمرية

#الغيث_الشامي

إرسال تعليق