قال أشعري متفلسف "وهو ما نقله لي أحد الإخوة جزاه الله خيرًا مستشكلًا مثل هذه الشبهة" والحق أننا معاشر أهل السنة علينا أن لا نسلم لهم مقدماتهم الفلسفية ونترك وراء ظهورنا الفطرة والضرورة بأن الله مستحق لجميع الكمالات لا تستحيل عليه ولا يمكن للعقل مهما تفلسف بالأقيسة النظرية أن يبطل العلم الضروري بذلك، ككونه سبحانه فعّالا لما يريد، وانه لا يوصف بالعبث والعدم وما يشابه العدم سبحانه.
المهم: قال الأشعري:
لو أننا أثبتنا صفة اليد لله فإنها ممكنة الوجود وممكن الوجود لا يتعلق بالواجب فإذا بطل امكان وصف الله بها، إذ العقل لا يوجب بذاته اتصاف الله بصفة اليد،
انتهى كلامه فض الله فوه----
قلت: مازلتم تمارسون نفس الخدعة، خلط مافي الأذهان بما في الأعيان وقياس الخالق على المخلوق قياسًا فاسدًا يعلم بطلانه بضرورة العقل والنقل جميعًا.
وكيف تخلط أيها المعارض بين حكمك القاصر معرفيّا بعدم العلم بصفة من صفات الله حيث أمكن معرفيّا من جهتك ان تثبت أو لا لكونها صفة حسيّة وهذه النوعية من الصفات لا تثبت بالموجود إلا بالرؤية أو الإخبار (الوحي)، فكونها غير معلومة عقلًا بالفطرة، لا يعني انها ممكنة لذاتها اذا اتصف بها الرب، بل كل كمال يتصف به الرب فهو واجب لان ذاته واجبة سبحانه وكل ما يتصف به الواجب اي الباري سبحانه وتعالى هو كمال واجب له سواء عرفناه او جهلناه او عرفناه بعد جهل.
فلا نخلط بين الحالة المعرفية للانسان وبين الصفة في نفسها، فمعلوم اننا لا نعرف كل افعال الباري او صفاته فنتوقف معرفيا في اثباتها ونفيها فتكون في حق معرفتنا ممكنة الثبوت او الانتفاء لكن لو ثبتت لعلمنا من بعد جهل انها واجبة.
انتهت الفقرة الاولى والان خذ استراحة أيها الجهمي قليلا لننتقل للفقرة الثانية وهي فقرة "قلب الأدلة"
اشرب كوب قوة لتريح اعصابك
.
.
.
خذ الثانية:
عندكم العلم بالله علم نظري يعرف بعد خلو النفس منه بالنظر والاستدلال ولذلك اوجبتم النظر على المكلف
فيكون حكمه المعرفي قبل الاستدلال (ممكن الثبوت وممكن الانتفاء) اي قبل الاستدلال يجب ان يقول السائل لا ادري هل الباري موجود ام لا يمكن ان يكون موجود ويمكن لا
فقل في وجوده على طريقتكم كما تقول في صفة اليد
ان كان حكمك المعرفي به انه ممكن الثبوت وممكن الانتفاء قبل ان يحكم الدليل في ذلك فاذا على طريقتك هو نفسه صار ممكن الوجود وليس واجب
وان جئت تجاوبني قلنا لك جاوب نفس الجواب في شبهتك حول صفة اليد والوجه وغيرها
اذكركم يا اخوة بقاعدة شيخ الاسلام التي تكاد لا تخيب معي والله: ما قال صاحب باطل قولًا الا وتناقض.
#الغيث_الشامي