هناك ظاهرة بدأت ألاحظها ويبدو أنها جيل جديد من أساليب الاختراق الإعلامي للعقول بشكل عام، حيث تبدأ هذه البرامج بالتظاهر أنها محايدة آيديولوجيًّا أو تتحدث بلغة "الإسلام العام" دون انحياز إلى فرقة دون أخرى، بحيث تستقطب أكبر عدد من المشاهدين.
فتتحدث عن قضايا متفق عليها، أو مسائل علمية تجريبية بحتة أو نفسية أو الخ..
ثم ما إن تشتهر حتى تبدأ تنزع القناع لتظهر الآيديولوجيا الخفية التي كانت مختبئة كل هذه الفترة لتبدأ بدس السم في العسل وربما لاحقًا تظهر بشكل واضح للجميع.
ودونك مثلًا الدحيح والاسبتالية وسلام قطناني والسليط الإخباري وأحمد دعدوش في بعض الأحيان ولو أنه أقل منهم في هذا وأخيرًا طحالب..
البرنامج هذا له شهرة واسعة، صاحبه كان له حلقات جيدة في البداية لكن عن نفسي توقفت عن متابعته بعد أن أصبح مهرج حرفيا، يتقصد أن يتكلم بطريقة سخيفة حتى يضحك المشاهد بأي طريقة وكأنه يعصر نفسه ليتكلف ذلك.
وأخيرًا بعد طول انتظار، ظهر بوجهه الحقيقي الذي كان مؤلفه يظهره على حساباته الشخصية بالمناسبة وهذا ما لن يعرفه معظم من يقتصر على متابعته على يوتيوب فقط.
ألا وهو الجهمي القبوري الداعي لبدعته الحاقد على خصومه "الوهابية"
نعم.. هذا كل ما في الأمر، لم يكن بإمكانه أنه يظهر هذا لأنه لو فعل لقيل له:
لا تحدثني عن نقد النسوية والليبرالية والعلمانية ونقد الفلسفات الغربية المعاصرة"وتعمل نفسك محنّك" وأنت مجرد خرافي طواف حول القبور وربما ترقص تلك الرقصات النابحة : )
ظهر أخيرا يحاول أن يخبرنا بطريقة كلامه السخيفة التي تشعر أنها موجهة لإضحاك الأطفال أن المسلم الذي يهتم بمبحث الاعتقاد وشروط لا إله إلا الله والسنة والبدعة:
● مدمن إباحيات
● ملتزم جديد يحاول أن يصنع لنفسه مجدًا سريعًا
● يكلم فتيات بالسر
● وجد طريقة جديدة لشتم الناس فيها بألفاظ شرعية
فعلى الرغم من عدم وجود تلازم عقلي ولا عادي بين فعل ذلك وهذه الأمور ولا هي ظواهر نفسية مقتصرة على الظهور في هذه الفئة فقط مثلا
فهذه أيضًا نفس طريقة العلمانيين في برامج مثل طاش ما طاش ومسلسلات عادل إمام التي يظهرون فيها السلفي الملتزم بأبشع صورة ويحاولون رسم صورة نمطية عنه بشكل إعلامي محض، بدلا من مقارعته بالبرهان والحجة، وهذه والله نذالة وضعف. وأشبه بمن كان يرمي النبي بأنه ساحر مجنون.
على أية حال، إذا كان "السلفي" الذي فيه كل هذه العبر يوقف الناس في الشارع ويقول لهم تعالوا أجادلكم وأفحمكم يا مبتدعة
فلا أنت جادلت الناس وأفحمتهم ولا تركتهم من شرّك بل أوقفتهم على أزقة اليوتيوب "الذي هو سوشيال ميديا أيضا بالمناسبة" لكن لتقنعهم أن الوهابية مبتدعة، أما بالنسبة لمتابعة الإباحية، من الذي كان ينشر أشعار غزلية فاحشة على حساباته؟ فاسكتوا نسكت.
بالنسبة لموضوع الكلام مع البنات فلعل من فعل ذلك أخذ بفتوى شيخك علي جمعة!
ولعل من تابع الإباحية أخذ بفتوى الهرري الحبشي الأشعري الصوفي الذي يقول بالنص "متابعة الأفلام الإباحية ليست حرامًا"
العجيب أن هذه الظواهر موجودة فعلا ولا يخلوا منها أي تيار فكري لأن الأطفال المتسرعين والأشخاص المنتفعين دائما موجودين فلماذا تخص ذلك بالتيار السلفي
أليس في الأشاعرة والصوفية من يفعل هذا مع الوهابية بل ما هو أكثر من ذلك؟
وأنت منهم بالمناسبة ومقطعك هذا كما ذكرنا هو أحد هذه السلوكيات أصلا.
الشاهد من الموضوع، نعم.. هذه قصة طحالب، كل مافي الأمر أنه رجل قبوري متخفي تحت نقاب بعض القضايا حتى يستطيع في النهاية أن يروج لعبادة القبور بين الناس.
هذا والله المستعان
#الغيث_الشامي