كثيرًا ما نرى التهوين من شأن النصيحة والتحذير من المعاصي أو "البدع" التي هي بإجماع أئمة السلف شر من المعاصي لأنها ليست فقط مخالفة فردية (أو جماعية) للدين بل هي تلاعب وتحريف لنفس الدين .
لكن على أية حال، ربما صارت هذه الكلمة بفضل التشويه الإعلامي لا تُخطر في بال الناس إلا شكل السلفي المتزمت العابس الذي يتكلم بصوت غليظ، تَذكّر أن بمثل هذه الصور النمطية الإعلامية يتم تشويه إخوانك في فلسطين، والمسلمين بشكل عام في الغرب فيما يعرف بظاهرة "الإسلاموفوبيا" والحرب على الإرهاب، فسبحان الله
صار الأمر أنك إن أحببت أن ترى التشدد الحقيقي فجرب أن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر أو تنبه على بدعة ومحدث في الدين ثم سترى كيف ستخرج لك العبارات الاخلاقية التي في ظاهرها تنادي بالنسبية الأخلاقية "دع الخلق للخالق" وهي في باطنها أمرٌ صارم لا يقبل حرية النقد!
ودونك مثلًا نقدي لحلقة طحالب، ربما لو كنت نصرانيّا أو لا دينيّا لكان كلامي مجرد حرية تعبير لا يجوز الحجر عليه بالنسبة لكثير منهم!
لكن لأنني فيما يظهر لهم "وهابي - متشدد - تكفيري" فلا يجوز لي حتى أن أنشر "رأيي" على حسابي الشخصي!
وسأقابل بهجوم كاسح من الشتائم والاتهام في نيتي بل وحتى في عرضي، فكثير منهم نزّل شخصية "بيشو الدنجوان" التيي ذٌكرت في حلقة طحالب على شخصي، وربما تكون هذه الحلقة هكذا أدت غرضها ورسمت فعلًا الصورة النمطية المطلوبة التي سيتم تنزيلها لاحقًا على كل المخالفين!
مع كل ما في هذه الشخصية من معائب أخلاقية، وكل هذا باسم الحرب على التشدد!.
هذا السلوك هو من باب الدفاع عن طحالب، في مقابل ماذا؟ في مقابل إسكاتنا عن الدفاع عن الدين ضد البدع، فمن يتكلم في طحالب يواجه بالشتم والتشدد والتزمت من متابعي هذا البرنامج، ولا إشكال.
ويمكنك أن تسمي ذلك بظاهرة "التبديع العكسي" ، حيث يعاملك معاملة أشد من معاملته للكفار والمتبدعة الحقيقيين فقط لأنك تحذر منهم!، بحجة ماذا؟ الحرب على التشدد، فيحارب التشدد بتشدد مقابل ضد المتشددين!
أما من يواجه البدع بنفس التشدد الذي يتشددونه هم في الدفاع عن برامجهم المفضلة يعتبر في قمة السوء الأخلاقي وتعمل عليه حلقة ويوسم بأنه "بيشو الدنجوان المتشدد أبو العباس التكفيري!"
فسبحان الله، قد وضعتم التشدد في غير محله، وياليتكم على الأقل اطرحتموه كله وتركتموه، لكنكم تشددتم ضد أهل الحميّة على الشريعة وتركتم غيرهم!
#الغيث_الشامي