"الكبت والعقد الجنسية عند المسلمين والملتزمين والمحافظين"

2 وقت القراءة


كنت جالسًا في مقهى أمام الجامعة مع أحد زملائي من دولة عربية، فقال لي، لماذا نحن العرب نفكر "بالبنات" كثيرًا بينما لا أرى الأتراك والأجانب بعموم يجدون أي حرج في التعامل مع النساء وكل شيء عندهم "عادي"، ألا ترى أن تفكيرنا بالبنات جنسي أكثرهم منهم؟

أظن أن هذا بسبب الكبت الذي نعاني منه، ما رأيك أنت؟!

قلت:

اي فعلًا، هذا بسبب الكبت الذي نعاني منه، أنا فعلا اتفق معك، نحن لدينا كبت جنسي ولا أنكر، ولا ينكر هذا إلا مكابر للحس، لكن، أسألك بالذي خلقك، ألا ترى كل واحد منهم لديه عشيقة؟ ويمارس معها ما يمارس علنًا وخفائًا؟ فهو إذا يفرغ كل ذلك بالحرام، فكيف يكون عنده كبت؟ طبيعي، طالما أنه مرتبط بفتاة بعلاقة محرمة فغالبًا لن يحتاج أن يبحث عن فتاة غيرها، ولو وجد لخانها معها عادي وأنت تعلم ذلك وترى وتسمع، هؤلاء كل فترة مع فتاة جديدة فكان ماذا؟ نحن لدينا كبت جنسي وهم لديهم إنفلات جنسي!، هم ليس عندهم كبت لأنهم يفرغون بالحرام أول بأول!، أما نحن فننتظر حتى يرزقنا الله بالحلال، فكبتنا خيرًا من انحلالهم، ونحن نركز في ضوابطنا على عدم اغفال الجانب الجنسي لأنه موجود فعلًا ولا ينكره إلا سوفسطائي جاحد للحقائق مكابر على الحس والبديهيات ومنحل سفيه!.

فكان ماذا؟ بل نحن خير منهم بهذا الكبت ولا شك، الآن دعنا نتصور سيناريو

لو أن امرأة تريد أن تلفت نظر زوجها، أتحتجب عنه وتبعتد ولا تخالطه، أم أنها تفعل العكس وتظهر له مفاتنها؟ الثانية ولا شك، ولا أظن أنها يمكن أن تلبس له لباسًا إلا كمثل لباس البنات عندنا في الجامعة!، وكما هي لم تحتجب عن زوجها، فهم لم يحتجبوا عنك، هم يتحرشون بك، وهؤلاء الذين تحسدهم على الانفلات انجروا وراء هذا التحرش أما أنت فبسبب هذا الكبت عافاك الله من الزنا والفجور والدياثة فتأمل.

هذا ما نحمد الله عليه أنه أنعمه علينا وليس ما نذم أنفسنا عليه، أن يكون لك ورع في تعاملك مع النساء خير ألف مرة من أن تكون قليل أدب ومروءة يجرك الشيطان شيئًا فشيئًا حتى تصير سفيها كالسفهاء الذين تراهم يماشون "شلل" البنات في الجامعة فلا تفرق بينه وبينهم إلا ببعض الشعر على وجهه.

هذا كله ليس عقد، بل عقيدة، وليس كبت إنما ضبط.

قال الله تعالى: وَخُلِقَ الإِنْسَانُ ضَعِيفًا

قال ابن عباس رضي الله عنه: "لَا يصبر عَن أَمر النِّسَاء"

#الغيث_الشامي

إرسال تعليق