هناك طريقة وق_حة اعترف بها الكثير من أهل الشهوات والشبهات لنشرها بين المسلمين وهي أسلوب الكسر النفسي، أو نزع القدسية، فهو ياتي بشيء ذو قدسية عالية عندك ويعتبر خط أحمر ثم يهينه بطريقة لم تكن لتتصور أنها قد تحدث، بشكل يجعلك محبط ولا تدري حتى كيف تتعامل مع هذا الموقف الذي يمكن أن تعتبره خارق لعادتك، وتقف مذهولًا أمامه، وبعد ذلك هذه الصدمة ستحدث لك نوع من الفضول لأن تسمع هذا الشيء الغريب والفضول هذا ناشئ عن كونه غريب وصادم وتريد أن تعرف دوافعه، وهنا يأتي دور الهجوم الثاني وهو الشبهات، فهذا الفعل الصادم جدا والوق_ح له من الشبهات ما سيدخل عليك وأنت في حالة ضعف وارتباك وأنت أساسًا ليس عندك أي تجهز سابق لمثل هذه النوعية من الجهمات، وتظهر هذه الطريقة في أبهى حلة بأنو يأتون لك بشخص يدعي أنه مسلم وغيور على الإسلام ثم تخرج منه أشد العقائد والمواقف زندقة، حتى يتسع لهذا القول مساحة عندك ويصبح نوع مقبول أن يقال من المسلمين فضلا عن غيرهم، وسيتدرج هذا القبول من مجرد تقبل الوجود بعد أن كنت ترى الموقف لمدى سخافته بعيد جدا عن أن يقول به رجل مسلم أو عاقل أحيانًأ، لكن تصبح تتقبل وجوده وثم تحترمه وتحترم دوافعه النظرية التي لها حظ من النظر لأن هناك مسلم مثلك يبدو عليه أنه يريد الحق وليس سبب اختياره لهذا الموقف هو الهوى، ثم من باب أولى أن تتقبله من الكافر البعيد عن نور النبوة، فبالتالي هو موقف مقبول إجمالًا.
هذا تعريف مختصر بالظاهرة وهي تحتاج نقاش أوسع من ذلك، لكنها طريقة مطروقة في إدخال الشبهات والشهوات على الناس، أن يجعلك تجرب الشبهة أو الشهوة قبل أن تتكلم، فيذهب عنك سلامة الغفلة عنها وصفاء النفس منها، بل يدخلك معها فجأة في حرب غير متكافئة كضربة استباقية.
#الغيث_الشامي