تحقيق إثبات معاني الصفات والرد على المفوضة:








■ هناك طريقة نافعة في ذلك وهي:
• انظر في خواص الصفة، إذ الصفة لم تأتِ في الوحي إلا مقرونة بما يحقق معناها فألحقه بها وقل : صفةٌ يفعل بها يكون بها/ تختص بـ/ لها تعلق بـ
ثم عقب بما ورد من خصائصها ووصفها في الوحي.
• وإن كان لها مرادف في الوحي أو في استعمال السلف والأئمة المتفق على إمامتهم بينك وبين مخالفك فأورده مع السابق مقرونا بمصدره، كما عبر الطبري عن النزول بالهبوط، وعبر بالسخط عن الغضب، وكما صح التعبير عن النزول بالدنو والقرب، وكما عَبَرَ عن اليدِ بالكف وكما عَبَّرَ عن الكلام بالنطق، وغير ذلك من تعبيراته رحمة الله.
• فإن سئلت عن اليد قل: صفة بها يقبض ويبسط ويقصد ويطوي، وخص الله بها بعض مخلوقاته واصطفاها بالغرس والخلق والكتابة وهي يمين كاليد الأخرى فإنهما يدان، وأطلق عليها اسم الكف، وأثبتت في سياق الكلام عنها صفة الأصابع في حديث نبوي وكل هذا ورد بحرفه في الوحي.
• وإن سئلت عن القدم فقل : صفة أطلق عليها الرجل والقدم، يضعها على النار فتقول قط قط وجعل ابن عباس الكرسي موضعًا للقدمين وبهذا علمنا أنهما قدمان، وكله بالحرف في الوحي والآثار، لم ننطق بلفظ زائد.
• أما الوجه : فصفه الله التي نراها حال نيلنا ما وُعِدنا من النظر إليه -سبحانه-،
ولا يُرى إلا المقابل المواجه أو ما في حكمه، ولها سبحاتٌ وأنوار لو كشف عنها حجاب النار لأحرقت الدنيا بما فيها .
// لاحظ أننا لم نخرج فيما سبق بحرفٍ واحدٍ عن ألفاظ الوحي وما ورد فيه وما يفهم منه لغة، وهي تعاريف كافية بل زادت عن حد الكفاية للعاقل المتجرد لتمييز الصفة في نفسها وتمييزها عن غيرها من الصفات، وهذه هي الثمرة المطلوبة، وحين نقول بأن «المعنى معلوم والكيف مجهول فإننا لا نريد بالمعنى المعلوم إلا هذه الثمرة وهذا التمييز المنقدح في أذهاننا والذي يمنع التباس الصفة بأختها ويمنع بثبوتها ثبوت ضدها، فإن طولبت بما فوق ذلك نفيًا أو إثباتًا، فاعلم أن المخالف لن يطالبك بشيء إلا وهو لازم له فيما يثبت.
#الغيث_الشامي

إرسال تعليق