إلزام المفوضة بما يلزمون به الملحدين التطوريين

بسم الله الرحمن الرحيم وبعد:

يسلّم العقلاء دون الملاحدة (وهم خارج حيز العقلاء لكون العقل عندهم غير موثوق)، أن التخصيص النظامي القصدي يدل على المخصص القاصد "المريد" "الحكيم" (دون الأشاعرة فالاشاعرة نفاة الحكمة والتعليل في أفعال الله سبحانه ولا أدري كيف يخرجون من سؤالنا هل الله خلق العقل للوصول للحقائق؟)

قال الله تعالى: { ٱللَّهُ ٱلَّذِی رَفَعَ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ بِغَیۡرِ عَمَدࣲ تَرَوۡنَهَاۖ ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰ عَلَى ٱلۡعَرۡشِۖ وَسَخَّرَ ٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَۖ كُلࣱّ یَجۡرِی لِأَجَلࣲ مُّسَمࣰّىۚ یُدَبِّرُ ٱلۡأَمۡرَ یُفَصِّلُ ٱلۡـَٔایَـٰتِ "لَعَلَّكُم" بِلِقَاۤءِ رَبِّكُمۡ تُوقِنُونَ } [سُورَةُ الرَّعۡدِ: ٢].

فكما أننا نحتج على الملاحدة أن التعقيد الوظيفي الظاهر في الكائنات الحية دليل أنها ليست بعشواء وصدفة كما يزعمون (على أن نفي العشواء والصدفة بالأساس مسألة عقلية لا تفتقر للاستدلال بظواهر، لأن استقراء الأنظمة نفسها مسألة فطرية يبنى عليها العلم بالنظاميات المعينة أصلًا، ويبنى عليها الثقة بالعقل كآلة نظامية للتفكير والثقة بالحواس على أنها نظام للحس المطابق للواقع من حيث الأصل، والاكتساب اللغوي كنظام محكي قصدي مطرد بين أهله للتعبير عن أسماء الأشياء).

وثم نستدل عليهم ب"DNA" أنها رموز مشفرة تتحول إلى أعضاء مورفولوجية وجودية "ثلاثية الأبعاد" لها وظيفة معينة تبعًا لما كان في الشفرة قبل فكّه بأنظمة بالغة التعقيد الوظيفي لذلك.

فهذا يدل على قصدية خالق ذلك وربطه الأمور ببعضها البعض لغاية وظيفية واضحة جدّا لا تخفى على باحث فيها.

والقول في هذا كالقول في النظم اللغوي المفهوم في سياقه بلسان أهل لغة معينة بالذات أن قائلها أخبر أنه يتكلم بالعربية ولم يذكر أنه يريد أن تصرف أي شيء في القران عن ظاهره بالذات آيات الصفات، فهذا الترتيب اللغوي النظامي القصدي الموضوع في سياق مفهوم في لغة محددة لمخاطبين محددين بلا صارف معلوم عندهم ولا في خبر من يريد أن يفهمهم كلامه، يعتبر من أقوى الأمثلة على النظاميات المعقدة الدالة على قصدية القائل، إذ مطلق الفاعلية تدل على حياة وقصدية وإرادة الفاعل وهذه مسالة فلسفية تسمى "معرفة العقول الأخرى" بحيث أنك تعرف أن الشيء الواقف أمامك عاقل فطرةً وبداهة حين يفعل أفعال ظاهرها أن ورائها وعي وقصدية والآن أنت تقرا كلامي وتعرف من سياق حسابي وكلامي هذا أن هذا يدل على شخص حقيقي خلف الشاشة أنت لا تراه اسمه الغيث الشامي وليس روبوت أو ما شابه، فأنت تربط بين الأحداث وما تعرفه عن شخصيتي وبين أن الكلام يعبر عن معتقداتي التي هي ظاهر كلامي في غير موضع وثم الكلام هذا في سياقه هذا تحديدا، فهذا الجمع بين المقدمات ينتظم في ذهنك بداهة وضرورة بلا تكلف فتفهم هذا الكلام في هذا السياق، لكن إذا شككنا في أن هذا الانتظام الوظيفي القصدي كله يدل على أن هناك معنى ورائه أو أنه لا يدل على المعنى من هذا السياق الواضح بل قد يكون كله عشواء في عشواء، لجاز الشك في ما هو دونه من الأفعال، إذ الكلام هو وعاء الفكر أصلًا، فهذا يضرب مسألة العقول الأخرى في مقتل وحتى الاحتجاج بالتعقيد الوظيفي على حكمة خالقها!.

هذا والله أعلم

#الغيث_الشامي

إرسال تعليق