شيء من تناقض المفوضة




يقول ابن القيم رحمه الله في الصواعق:

"وبنوا هذا المذهب على أصلين: أحدهما: أن هذه النصوص من المتشابه، والثاني: أن للمتشابه تأويلا لا يعلمه إلا الله، فنتج من هذين الأصلين استجهال السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار وسائر الصحابة والتابعين لهم بإحسان، وأنهم كانوا يقرءون هذه الآيات المتعلقة بالصفات ولا يعرفون معنى ذلك ولا ما أريد به، ولازم قولهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتكلم بذلك ولا يعلم معناه، ثم تناقضوا أقبح تناقض فقالوا: تجرى على ظواهرها، وتأويلها بما يخالف الظواهر باطل، ومع ذلك فلها تأويل لا يعلمه إلا الله، فكيف يثبتون لها تأويلا ويقولون: تجرى على ظواهرها، ويقولون: الظاهر منها مراد، والرب منفرد بعلم تأويلها، وهل في التناقض أقبح من هذا؟"

____

فيقول الشيخ: 

أيها المفوضة: هذه الآيات لها ظاهر بل بعضها نص صريح في الإثبات كقوله كلم الله موسى تكليمًا.

= وقلتم أن الصحابة أجروها على ظاهرها وهذا هو ظاهرها ليس إلا، فقلتم لا، بل لا يعلم تأويلها إلا الله.

● إذا لها تأويل يخالف الظاهر ولا يعلمه إلا الله فكيف علمتم بذلك؟ وكيف أمررتموها كما جائت وأنتم تقولون لها تأويل؟

الثانية: فإن قلتم قد يكون لها تأويل بخلاف ظاهرها ولا نجزم، قلنا فهي صريحة كثيرة بل هي أكثر القرآن فإن جاز التشكيك بظواهرها عادت الشريعة كلها مشكوك بها (وهذا إلزام ابن رشد الشهير لكم أنتم والمؤولة) وبالنهاية إنما أنتم تدورون حول وجود تأويل أو احتمال وجوده وتبنون على هذا رفض الأخذ بالمعنى الظاهر

فأنتم إخوان المؤولة إلا أنكم تناقضتم فقلتم نمرها على ظاهرها ولكن تأويلها لا يعلمه إلا الله!

#الغيث_الشامي

إرسال تعليق