كتب السلف المهمة كما يذكركها شيخ الإسلام

2 وقت القراءة

"لا ينقل عن أحد من السلف والأئمة أنه أنكر فضل كلام الله بعضه على بعض: لا في نفسه ولا في لوازمه ومتعلقاته؛ فضلا عن أن يكون هذا إجماعا. وليس هو لازما لابن كلاب ومن وافقه كالأشعري وأتباعه؛ فإن هؤلاء يجوزون وقوع المفاضلة في القرآن العربي وهو مخلوق عندهم وهذا المخلوق يسمى " كتاب الله " والمعنى القديم يسمى " كلام الله " ولفظ " القرآن " يراد به عندهم ذلك المعنى القديم والقرآن العربي المخلوق. وحينئذ فهم يتأولون ما ورد من تفضيل بعض القرآن على بعض على القرآن المخلوق عندهم. وإنما القول المتواتر عن أئمة السلف أنهم قالوا: القرآن كلام الله غير مخلوق وأنهم أنكروا مقالة الجهمية الذين جعلوا القرآن مخلوقا منفصلا عن الله بل كفروا من قال ذلك والكتب الموجودة فيها ألفاظهم بأسانيدها وغير أسانيدها كثيرة: مثل: (كتاب الرد على الجهمية) للإمام أبي محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم و (الرد على الجهمية) لعبد الله بن محمد الجعفي شيخ البخاري و (الرد على الجهمية) للحكم بن معبد الخزاعي و (كتاب السنة) لعبد الله بن أحمد بن حنبل و (السنة) لحنبل ابن عم الإمام أحمد و (السنة) لأبي داود السجستاني و (السنة) للأثرم و (السنة) لأبي بكر الخلال و (السنة والرد على أهل الأهواء) لخشيش بن أصرم و (الرد على الجهمية) لعثمان بن سعيد الدارمي. و (نقض عثمان بن سعيد على الجهمي الكاذب العنيد فيما افترى على الله في التوحيد) و (كتاب التوحيد) لابن خزيمة و (السنة للطبراني) ولأبي الشيخ الأصبهاني و (شرح أصول السنة) لأبي القاسم اللالكائي و (الإبانة) لأبي عبد الله بن بطة وكتب أبي عبد الله بن منده و (السنة) لأبي ذر الهروي و (الأسماء والصفات) للبيهقي و (الأصول) لأبي عمر الطلمنكي و (الفاروق) لأبي إسماعيل الأنصاري و (الحجة) لأبي القاسم التيمي. إلى غير ذلك من المصنفات التي يطول تعدادها: التي يذكر مصنفوها العلماء الثقات مذاهب السلف بالأسانيد الثابتة عنهم بألفاظهم الكثيرة المتواترة التي تعرف منها أقوالهم مع أنه من حين محنة الجهمية لأهل السنة - التي جرت في زمن أحمد بن حنبل لما صبر فيها الإمام أحمد وقام بإظهار السنة والصبر على محنة الجهمية حتى نصر الله الإسلام والسنة وأطفأ نار تلك الفتنة - ظهر في ديار الإسلام وانتشر بين الخاص والعام أن مذهب أهل السنة والحديث المتبعين للسلف من الصحابة والتابعين: أن القرآن كلام الله غير مخلوق وأن الذين أحدثوا في الإسلام القول بأن القرآن مخلوق هم الجعد بن درهم والجهم بن صفوان ومن اتبعه من المعتزلة وغيرهم من أصناف الجهمية لم يقل هذا القول أحد من الصحابة ولا التابعين لهم بإحسان."

- مجموع الفتاوى (17/ 75)

#الغيث_الشامي

إرسال تعليق