وجوه تفضيل المشبهة على المعطلة:

2 وقت القراءة

 


لا ننكر أن المشبه والمعطل كف-ار فمن شبه في صفة واحدة أو عطل صفة واحدة لزمه التشبيه في سائر الصفات والتعطيل في سائر الصفات، وكذلك إن كانت الحجة قائمة عليه فلا فرق بين صفة أو عدة صفات فإن العدد لا حكم له.

ولكن أهل الكف-ر بعضهم أكف-ر من بعض، ولذلك قال بعض السلف كما نقل عندهم ابن تيمية في بيان تلبيس الجهمية أن الجهمية المنتسبين للإسلام الذين يقولون لا إله إلا الله أكفر من اليهود والنصارى وأن قولهم أخبث وأبعد عن النبوات وأقرب لقول أهل الإل-حاد المحض وأنهم يحكون كلام اليهود والنصارى ولا يحكون كلامهم لشدة الوحشة فيه.

وكذلك فإن وجود المشبهة في الأمة نادر ولا يكاد يثبت عن أحد إنما هو من قبيل افتراء بعض الفرق على خصومها كما افتراه الجهمية على الكرامية واعترف الرازي كذلك أنه لا يثبت عنهم الإقرار بالتشبيه فهم يقولون جسم لا كالأجسام ويقصدون بالجسم القائم بنفسه وهذا مسلم بين كل الطوائف أصلًأ فهم يقصدون شيء لا كالأشياء وهذه أكثر طبقات الجهمية يقولون بها.

ونسب التشبيه إلى متقدمي الرافضة ثم تأثروا بالمعتزلة وصاروا من أكثر الناس تجهمًا إلى يوم الناس هذا.

على أية حال حتى لا نطيل فسأذكر بعض الوجوه على سبيل المثال لا الحصر:

1 - أن المشبه شبّه ، أما المعطل فقد شبه ثم عطل ففاق المشبه في الباطل بدرجة.

2 - أن المشبه أثبت الحق وزاد عليه بغير سلطان من الله، أما المعطل فلم يثبت شيئًا.

3 - أن المشبه أثبت له كمالًا موجودًا في المخلوق فأثبت له وجودًا ناقصًا فيه بعض الكمال، أما المعطل فشبهه بالعدم والوجود الناقص أكمل من العدم، فهذا شبهه بموجود ناقص وهذا شبهه بعدم ممتنع.

4 - المشبه والمعطل واقعين بالشرك من وجوه مختلفة فالمشبه أشرك الخالق بالمخلوق فسواه برب العالمين في حقيقة صفة من صفاته تعالى الله عما يقولون علوّا كبيرًا، والمعطل يلزمه الشرك في دعائه لأسماء الله وهي عنده مخلوقة لكن المشبه عبد شيئًا مع الله أما المعطل فقد جعل الله عدمًا ثم عبد غيره 

لذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية أن متفلسفة الجهمية لا يعبدون شيئًا وعبادهم يعبدون كل شيء، وأنه قد شاع بينهم الشرك وشاعت القبورية.

وهذه الوجوه ذكرت في كتاب بيان تلبيس الجهمية وبعضها في الصواعق لمن أراد الاستزادة

#الغيث_الشامي


إرسال تعليق