حول أحمد ابراهيم صاحب اختراق عقل

6 وقت القراءة

 

هناك باحث له كتاب يرد فيه على الإلحاد، ورأيت أن صفحة إقناع قد نشرت رد عليه في مسألة صياغة برهان السببية عنده، وهنا سأنبه لعدة نقاط في مفهوم السببية عنده حتى لا يستغرب البعض:


1- هو يرى إمكان حدوث حادث عن سبب خارج إطار الزمان والمكان، بمعنى أنه يرى أن السببية أمر لا علاقة له بالزمان والمكان إلا كشرط زائد يحكمه القانون الطبيعي من حيث دخول عامل الزمان والمكان والتراتبية من عدمه ويجوز السببية الذهنية اللازمانية الكانطية أو كما يجوزها الفلاسفة القائلين بقدم العالم : ) .

فيقول الحتمية أي العلاقة بين السبب والنتيجة التي تتعلق بالزمان والمكان ابطلتها ميكانيكا الكم لكن هذا لن يطال السببية لانها لا تشترط ذلك، وهنا أقول له ( يا حلاوتك ) .


كيف نعرف أن الشيء مفتقر للأسباب ؟ لا لأنه تغيرت له صفة لسبب خارج عن ذاته أثر عليه مغيرًا في صفاته ومحدثا في ذاته صفة لم تكن فيها أو أنه أعدم ذاته بالكلية مستحيلا إياه إلى ذات جديدة فهذا عنده خرافة من خرافات الأقدمين، نحن عنده لا نرى حدوث الأشياء بل فقط تغير الذرات وتقلب الصفات عليها كيميائيا بدخولها في تراكيب جديدة، ولكن نحن نستدل على حدوثها ابتداء عقلا وبأنها حدثت لا من مادة سابقة لأن الحدوث من مادة سابقة لا يمكن الاستدلال به على حدوث الشيء ولذلك هو يرفض أن حدوث الأشياء هو حسي : )

عنده نحن نعرف أن الشيء حادث إذا رأينا أنه خاضع لقوانين الطبيعة فيما يصدر عنه بحيث أنه لا يصدر عنه إلا أشياء محددة بمقادير محددة دون أخرى وهذا التخصيص هو الدليل وبهذا لا يصح أن يكون مجرد كون الأمر نراه بأعيننا أنه حادث دليل على وجود من أحدثه بل لابد أن نلف هذه اللفة الطويلة وإلا سنكون سفهاء نفكر بعقلية بائدة لا تعرف آخر ما توصل له علم الذرة.


فهذا الشيء الهلامي الذي يسميه الخضوع للقوانين ما حقيقته ؟ ما حقيقة هذه القوانين هل هي نفس طبائع المادة المعينة ؟ فكيف يكون الشيء خاضع لطبيعته وصفاته ؟ أم أنه خضوع للأسباب الخارجية المؤثرة عليه فنعلم أنه يقبل التغيير والتبديل والتفريق والإفناء والإحداث وإذا هو مفتقر للأسباب وحادث وناقص؟ لا هذا ليس هو الدليل عنده لماذا ؟؟ في رقم 2 سأذكر لماذا


2 - هو يرى أن المادة الصماء الفيزيائية تستطيع الترجيح بلا إرادة وبشكل لا حتمي وأن هذا يخالف تفكير الناس سابقا من أن المادة إما ترجح بالذات فيكون أثرها لازما لوجودها كما رد المتكلمين وأهل السنة على الفلاسفة القائلين بقدم العالم، وأن خروج الأثر منها في وقت دون وقت دليل إرادة، فهو يقول لا هذا ليس دليل إرادة لأنها قد يصدر عنها شيء في وقت دون وقت ترجه بالذات ويكون هذا من طبيعتها ولكن يستدل على حدوثها من هذا بأنها لا ترجح إلا أمور مخصصة ومعينة وفق قانون طبيعي معين تخضع له، فيعني أنا أقف حائرًا هنا من أين أبدأ النقض، والله يا أخي العقليات تبكي في الزاوية من هذا الكلام، لكن هذا الرجل متأثر بطرح عجيب.

هو طرح علموي درويشي ، وهو أن العقليات والفلسفة ماتت، وربما سيتهمنا بأننا نمارس علم الكلام عندما ننتقد ما قاله العلم عليه السلام : )

يعني لمن لا يدري فداحة هذا الكلام فهو فيه يبطل كل ردود أهل السنة على الفلاسفة القائلين بقدم العالم وأن المادة توجب آثارها بالذات !

فالرجل يرى أننا لما نحتج بالضرورات العقلية على إبطال أحد التأويلات الطبيعانية للظواهر في الجانب الغيبي أننا نحتج بالتصورات البدائية (وحكم الوهم) فأقول لك، بيسلم عليك الأشاعرة والفلاسفة القدماء وبيقولوك متبقاش تسرق مننا ردودنا على أهل الحديث، يعني الرجل يجوز وجود شيء حسي حقيقي متعين في مكانين في نفس الوقت، يعني تخيل ترى أمامك كرتين فيقال لك هذه كرة واحدة لكن في مكانين 1 = 2 ، فعليك أن تصدق ذلك الزعم لأن هناك من فسر شيء لا يراه بميكانيكا الكم بهذا، ولكن عليك أن لا تصدقه إذا قال أن ميكانيكا الكم هدمت السببية وعدم التناقض لأننا نحتاج هذه المقدمات في براهيننا بينما بديهة أن الشيء الواحد لا يوجد في مكانين عادي تهدمها ميكانيكا الكم لأن ملهاش أهل يسألوا عليها ومش محتاجينها ولما توقع البقرة تكتر سكاكينها : )


3 - الرجل عنده خلط أسطوري بين مافي الأذهان ومافي الأعيان ومصطلحات دقيقة وقع فيها غلط كبير بين الفلاسفة مثل مصطلح الافتقار وعلة الأفتقار ومسألة علاقة السبب بالنتيجة، ومسألة السببية الزمانية والسببية الذهنية، وتحريره عجيب جدا في مسألة المادية والمثالية والقبلية والبعدية ومسألة حقيقة الوعي والروح ومعيارية البديهيات وله كلام أعجب في تفسير الطبيعيات الموجودة في القران والسنة والرجل علموي محض نسأل الله السلامة، كان الإخوة يحسنون الظن به لأنه من أوائل من ألف الكتب في الرد على الإلحاد في الموجة السابقة له قبل سنوات.


4 - الرجل يرى أن كل تفسير للسلف في الأمور الغيبة عن حواسنا في حقيقة عمل الملائكة في الكون ومسائل لها علاقة بموجودات غيبية تحيط بالأرض وغيرها مما جاء في أثار السلف وهو يخالف تفاصيل الطبيعيين في الغيوب في كل الزمان والمكان اليوم شرط ان لا تكون تتحدث عن ما قبل كوننا هذا (وأنا أقول بأنه يقول بذلك إحسانا للظن به على أية حال) كلها اسرائيليات وأن السلف كانوا تاركين ما أنزل على محمد وعاكفين على اليهود ليفسروا لهم القران دون أن ينبهونا على المصدر أو يضعوا أي ورقة علمية على كلامهم هذا : ) فلماذا أضللتمونا أيها السلف وأوقتم بيننا الشحناء والبغضاء غفر الله لكم!.


لكن الناس لأنهم ليسوا محررين في قضايا فلسفة العلوم ولا في النقاش الفلسفي تاريخيا وفي هذا العصر لم ينتبهوا لهذه الطوام واستغربوا جدا من نقدها له، حتى أنني لا أبالغ أن أقول أن نقاشه مع يوسف سمرين وماهر أمير كان حوار طرشان حرفيا، الرجل لا يفهم عليهم ما يقولون ويتصرف بصبيانية تامة، كل ما لا يفهمه فهو لا يستحق حتى منه أن يفهمه لأنه "فلسفة وليس علم" وماتت الفلسفة وأن كل مافي الأمر أن الفلاسفة كانوا يقولون الكون أصله فحل بصل على حد عبارته فما الداعي للنظر في كلامهم؟!

وأنا أقول له تمام، كان الفلاسفة يقولون الكون أصله فحل بصل واليوم يقولون الكون أصله نقطة رياضية حارة انفجرت وتوسعت وهو محمول على بساط ذهني لا صفة له إلا أنه هو "الفراغ الشيئي " والزمان الجوهري وأن التراتبية الزمانية لا حقيقة موضوعية لها خارج الذهن وأن قوانين الطبيعة موجودة قبل الطبيعة نفسها، فما الفرق عندك ؟ هذا علم وتلك فلسفة


ماشاء الله عليك.


للكلام بقية لكن أحببت أن أوضح سبب نقدنا عليه وٍسأضع 5 محاضرات كاملة في التعليق على هبدات هذا الرجل وأنا أقول لكم والله هو لا يفهم فيما يتكلم فيه، الرجل حرفيا مثل الطالب الدحيح في المدرسة الحافظ مش فاهم، هو يذهب يتعلم دعاوى العلمويين ودفعهم لها بالصدر وما يعتبرونه أدلة عليها ويقدلهم حتى في اعتبارها أنها أدلة صحيحة وأنه منطق استدلالي صحيح وتجد أن ردوده على بعض ما يخالف عقيدة المسلمين بشكل صارح تلفيق في تلفيق ولو طردها للزمه اطراح كثير من الأدلة التي يرميها في وجوهنا، فمثلا لما ننتقد نظرية الانفجار العظيم والجانب الغيبي في نظرية النسبية في مسألة حقيقة الزمان والمكان والوجود الموضوعي للتراتبية الزمانية في الحوادث وحدود العلم التجريبي الصحيح يقول لك "أجمع العلماء وأنتم تخالفون أمور ثابتة علميا يقبلها المجتمع العلمي ويسفه من يتكلم فيها ( مع أن كثير من العلماء والفلاسفة تكلموا فيها في كتبهم ) كما وبنفس الوقت يرفض أن يقول له التطوري هذا !


المهم حتى لا أطيل


الرجل هذا لا السببية عنده هي كما عند العقلاء الأسوياء وكما تفهمها أنت أيها القارئ

إرسال تعليق