فوائد في مسألة اللفظ بالقران من كتاب التسعينية

2 وقت القراءة

 

قال ابن تيمية رحمه الله في مسألة اللفظ:

"وقد يحكي الأولون عن الآخرين: أنهم يقولون: إن القرآن قديم غير مخلوق، وإن القديم الذي ليس بمخلوق هو الحروف والأصوات القائمة بالمخلوقات، وهي أصوات العباد، ومداد المصاحف، فيحكون عنهم: أن نفس صوت العبد، ونفس المداد قديم أزلي غير مخلوق .

وهذا مما يعلم كل أحد فساده بالحس والاضطرار، وما وجدت أحدا من العلماء المعروفين يقر بذلك، بل ينكرون ذلك، )ولكن قد يوجد مثل هذا القول في بعض الجهال من أهل  البوادي والجبال ونحوهم.)

وإنكار ذلك مأثور عن الأئمة المتقدمين، كما ذكره البخاري في كتاب خلق الأفعال."

- التسيعينة

---'

قلت: فرحم الله شيخ الإسلام ما ظن أن تحت أديم السماء شخص قد ينتسب للعلم والتحقيق قد يقول بهذا القول وقد بلينا بأناس ينتسبون للسلف يكفرون الأولين والآخرين والبخاري ومسلم لأنهم لم يقولوا هذا القول السخيف فصدق رسول الله أن هذا زمن تنطق فيه الرويبضة.

قال ابن تيمية رحمه الله في مسألة اللفظ: (2)

 "من اعتقد أن المداد الَّذي في المصحف وأصوات العباد قديمة أزلية فهو ضال مخطئ، مخالف للكتاب والسنة وإجماع الأولين وسائر علماء المسلمين، ولم يقل أحد قط من علماء المسلمين أن ذلك قديم، لا من أصحاب أحمد ولا من غيرهم، ومن نقل قدم ذلك عن أحد من علماء أصحاب الإمام أحمد، فهو مخطئ في النقل، أو متعمد للكذب، بل المنصوص عن الإمام أحمد وعامة أصحابه تبديع من قال: لفظي بالقرآن غير مخلوق، كما جهموا من قال: اللفظ بالقرآن مخلوق.

قال ذلك، وأخبر أن أحدًا من العلماء لم يقل ذلك، فكيف بمن يزعم أن صوت العبد قديم؟ وأقبح من ذلك من يحكي عن بعض العلماء أن المداد الَّذي في المصحف قديم، وجميع أئمة أصحاب الإمام وغيرهم أنكروا ذلك، وما علمت أن عالمًا يقول ذلك، إلّا ما يبلغنا عن بعض الجهال، وقد ميز الله في كتابه بين الكلام والمداد (3) فقال تعالى: {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا} (4)، فهذا خطأ من هذا الجانب."

- التسعينية (2/ 535)

ثم بعدها بفقرات يقول :

" فمن قال: إن المداد "الحبر" قديم "غير مخلوق" فقد أخطأ، ومن قال ليس في المصحف كلام الله وإنما فيه المداد الَّذي هو عبارة عن كلام الله فقد أخطأ، بل القرآن في المصحف، كما أن سائر الكلام في الورق، كما عليه الأمة مجمعة، وكما هو في فطر المسلمين"

__

قلت: ولاحظ كيف ابن تيمية في كل موضوع يأتي بهذا القول بتهم قائله بأنه جاهل، وكما ذكرت من المستغرب جدا ان يوجد شخص رأسه مربع يعتقد أن كلام الله القائم بذاته كفعل من أفعاله هو نفس الحبر والورق المخلوق الذي يقبل الحرق والافناء وكلام الله لا يفنى ولا يحترق كما ذكر الأئمة!

وهذا الجهل دخل عليهم بأنهم اغتروا بأنفسهم وحاولوا أن يقفزوا إلى كلام السلف مباشرة في كل مسألة دون أن يلتفتوا لشروحات العلماء له ولمعناه فأتوا بالعجائب المستنكرة وجهموا بها أكابر الإسلام بكل سخف وهم "الأثرية الزائفة".

 #الغيث_الشامي

إرسال تعليق