جواب سؤال حول ميكانيكا الكم واجتماع النقيضين

3 وقت القراءة

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد:

يقول قائلهم، لا تستدلوا علينا بدليل عقلي، لأن ميكانيكا الكم أبطلت مبدأ عدم التناقض الذي تبنى عليه ضرورية الضرورات التي تحاولون إثبات أن ما تريدون إثباته ضروري بحيث أن إنكاره يلزم منه التناقض.

● والرد من وجهين:

لا يوجد مشاهدة واحدة مباشرة صريحة على ما يقولونه إنما هم مجموعة من العلماء يفسرون المشاهدة بهذه الطريقة وخالفهم كثير من العلماء غيرهم وهذا كلام قديم أصلًا.

ولا يخفى عليك الفرق بين التفسير والشيء المُفَسَّر، وأنهم ليسوا شيئًا واحدًا.

بل يارجل هذه أضعف أنواع الفروض التفسيرية حيث أنها وضعت لتفسير شيء لا يتعلق به الحس المباشر أصلًا بتفسير آخر هو أبعد عن الحس منه بحيث أنهم يفترضون أنك عند احساسه ستجعله يختفي بحيث تراه بصورة أخرى، بحيث أنه لا معنى للتحقق منه حسيّا بصورة مباشرة أصلًا وفق الفرض نفسه!

والتفسير هذا لم يوضع بالقياس على شيء من الشاهد باعترافهم اذ لا شيء من الشاهد يجتمع فيه النقيضين طبعًا!

• استجازوا أن يضعوا فرضية تفسيرية مخالفة لضرورات العقل وهذا مما يمنعه العقل ابتداء من التفسيرات.

• خالفوا مسلمات العلم التجريبي "scientific method" نفسها وهي الثقة بالعقل.

• الثقة بالحس نفسها بديهة عقلية والقول فيها كالقول في عدم اجتماع النقيضين واسقاطها يلزم منها اسقاط التجربة نفسها.

• عدم اجتماع النقيضين فقط تعني ان هناك حقيقة يعني الشيء إما موجود أو معدوم، أما ميكانيكا الكم "بتأويل كوبنهاجن" فقتلت مبدأ الحقيقة نفسه إذ أصبح لا حقيقة في نفس الأمر

هو موجود وندرسه

ومعدوم في نفس الوقت بحيث لا معنى لدراسته

ولا موجود ولا معدوم أيضًا

إذا لا حقيقة لجزمك بوجود الشيء المبحوث، بالتالي على هذه الطريقة لا معنى لدراسته

وثم ما الذي يجعلك تستطيع دراسته عندهم؟! 

ان تدرسه !

يعني ما يجعله موجودا هو دراسته نفسها! 

الدراسة فرع عن الوجود، دا كان زمان

عندهم الدراسة هي التي تجعل الشيء موجود في الخارج اصلا وليس انها تجعلك تعرف انه موجود.

هذا أغبى خلط بين الحالة المعرفية والحالة الوجودية للشيء في التاريخ

على اية حال، هذا المذهب "تأويل كوبنهاجن اللاحتماني" حتى الملاحدة اليوم يسخرون منه (مثل المل*حد الفيزيائي الشهير شون كارول).

وهو قول ينقض نفسه من وجوه كثيرة كما ترى وكفى في السخف أن يجوز المرء اجتماع النقيضين ثم يلتفت له عاقل آخر.

هذا من شؤم الحركيين أنهم باتوا لديهم هدف في اقناع أي مل*حد بوجود الله مع أن بعض الملاح*دة هو نفسه مستعد أن يصدق أي شيء مهما كان غريبًا إلا وجود الله الفطري الضروري!.

فسبحان الله العظيم عن هذا العبث الذي هم فيه.

● الوجه الثاني أن العلم الضروري هو أقوى أنواع المعارف فلا يجوز الطعن فيها بما هو مبني عليه من نظريات.

فإن كان العلم التجريبي مبني على مجموعة من المسلمات الضرورية فالطعن في مبدأ الضرورة طعن في الطريقة التجريبية كلها أصلًا ومن ثم إسقاط كل أساس لفرضيتك "الغبية" تلك.

وثم إن التناقض هو أمارة على فساد القول لا أنه هو فساد القول نفسه، ففساد القول نفسه له حقيقة معرفية وحقيقة وجودية خارجية.

أما حقيقته الخارجية فهو كونه غير مطابق للواقع

وأما حقيقته المعرفية فهو وصولك للمعرفة الضرورية بفساده سواء حصلت عليها من خلال علمك بتناقض القول أو بطريقة أخرى كالبداهة المحضة بفساده عند تصوره، كعلمك الضروري بفساد التناقض نفسه عند تصوره فورًا بلا واسطة!

ثم مبدأ الإقناع والحقيقة نفسها تعتمد على فكرة الإلزام بالنتيجة اليقينية أو الضرورية، فإن أسقطت "مبدأ الضرورة necessary knowledge " لم يعد هناك معنى للعلم والمعرفة أصلًا فيصير علمك بسقوط عدم التناقض وثبوته واحد كلاهما جهل وعلم في آن واحد، ويصبح غير ملزم لغيرك في شيء، لان معنى الالزام نفسه مبني على ضرورية الدليل على القول ومن ثم لزومه عند العاقل المتجرد سليم العقل وهو ما تريد اسقاطه.

فخبرني بربك كيف تقنع شخص هو غير مقتنع بمبدأ الاقتناع نفسه! 

حتى بات الرجل منهم لا يدري أعاقل هو أم عاقل وغير عاقل في نفس الوقت أم لا هذا ولا هذا! 

الله المستعان، هذا والله أعلم

#الغيث_الشامي

إرسال تعليق