الفرق بين دعاء الله وتدبير العالم:

2 وقت القراءة


● الدعاء الذي فرض على المسلمين وفهموه من مجموع الآيات والأحاديث وأفهام الصحابة والتابعين ومواطن التنزيل وغيرها من أصول فقه النص الديني:

• عبادة لها ثوابها

• سبب ناقص: بمعنى أنه مفتقر لاجتماع شروط استجابة الدعاء وانتفاء موانع استجابة الدعاء.

• يكون فيه أدب مع الله وله حدود بأن يكون منطلق مما يمكن حدوثه عادة بحدوثه سابقا أو حدوث نظيره أو حدوث ما يكون هو أولى منه

▪︎ مثال: كأن تطلب من الله النصر فهو قد نصر قوما غيرك - أو نصرك سابقا - أو نصر من أنت أولى منه بالنصر.

ويخرج من هذا:

"أن تطلب معجزة من الله مثلًا أو تدعوه بأن ينزل من السماء جواهر وحلي، أو تدعوه أن يقيم القيامة أو أن يجعلك نبيا بعد أن ختم النبوة! وأمثال ذلك".

والدعاء المستجاب لا يلزم أن يستجيبه الله على الصورة المخصوصة التي طلبتها إذا كانت تلك الصورة تنافي حكمة الله سبحانه بل يستجيبها لك على صورة لا تنافي حكمته، وقد تكون الصورة التي طلبتها يترتب عليها شر عظيم لك فيستجيبها الله على صورة لا يترتب الشر عليها.

وقد تكون الصورة التي طلبتها تقتضي ظلم غيرك دون أن تدري أو ظلم نفسك أو غيرها من الموانع التي نشأت عن جهلك بالمستقبل ومآلات الأمور الدقيقة كما يعلمها الله سبحانه فيدخرها الله لك إلى يوم القيامة.

▪︎ ولا يستلزم الفورية، أي أن الله قد يكون استجاب لك ويأمر بحصول مطلوبك في وقته المناسب بما يتلائم مع حكمته في تدبير خلقه.

▪︎ من شروطه اليقين بالله والثقة به وأنه كريم سبحانه في الأصل إلا أن يكون لم يستجب لنقص في عبادتك أو لخير ادخره لك في الدنيا أو الآخرة هو خير مما طلبت. 

الأصل في السبب أنه يؤثر ما لم يمنعه مانع لكن هذا لا يلغي إمكان المانع.

فمثلا لو أنني طلبت من مصارع قوي ضخم أن يدفعك إلى الأرض فهل يستطيع؟ نعم بالطبع

لكن هب أن مثبت في جدار، فهذا سيمنعه مع أن دفعته هي سبب من حيث الأصل، لكن هو سبب يمكن أن يعارض بغيره فيلغي تأثيره.

■ الدعاء كما يفهمه الملحد:

▪︎ تأمر خالقك (تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا) وهو عليه أن يستجيب مهما كان الدعاء.

▪︎ يكون الدعاء سبب تام لمجرد نطقك له فلا يمكن أن يعارضه شيء ولو لم تجتمع الشروط وتنتفي الموانع ولو دعوت بالشيء ودعا غيرك بنقيضه وجب أن يقع الإثنين!.

▪︎ الدعاء عندهم يقتضي الفورية فبمجرد أن تطلب يجب أن يتحقق الطلب فورًا

▪︎ لا مشكلة أن يكون الدعاء هو اختبار لله هل يكون كريما أم لا فيكون دافعه الشك.

▪︎ يكون شركا في الربوبية إذ يكفي أن تأمر بالشيء حتى يحدث فكأنك تقول كن فيكون فأصبحت أنت الرب هكذا.

والله عز وجل أبطل هذا التصور فقال: 

(وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ).. الآية.

وهذا التصور لا يليق أن يكون هو من عند الله وهو الدين الحق الذي يعلمنا كيف نعبد الله سبحانه ونعظمه ونوحده كما يستحق، فلو جاء دين بمثل هذا التصور لجزمنا أنه دين شركي باطل من حيث الأصل ولكفتنا هذه المسألة وحدها للحكم ببطلانه أصلا!.

----- 

هذا والله أعلم 

#الغيث_الشامي

إرسال تعليق