ربما في وقت من الأوقات، تضيق عليك الدنيا لكثرة الضغوطات والمصاعب في حياتك، أو ربما تضيق نفسك ويشتد عليها الحزن على حال غيرك، والثانية خير من الأولى ولا شك.
ولكن اعلم أن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم، ولا يكاد يجد ثغرة إلى قلبه إلا ودخل منها
فلا تجعل حزنك استصغارًا لنعم الله عليك أو على غيرك، إنما طلبًا لما عنده من مزيد، لأنه هو الكريم، لا لأن نعمه لم تكفيك.
ولا حزنك على أي شيء فيه نبرة قلة أدب مع الله وكأنه قصّر في حقك أو حق غيرك سبحانه، بل اعلم أنه في علمه الواسع قادر أن يسلبك نعمة ربما أنت لا تتذكرها، تستحقر بعدها كل شيء أمامها، ومهما عظم ابتلائك فالله قادر أن يبتليك بما يجعل هذا الابتلاء صغير جدا في عينك ولو لم يخطر على بالك الآن أصلًا، فالله هو القهار سبحانه كما أنه الجبار.
تذكر نعم الله عليك ولا تجحدها، وكلما حاول الشيطان أن يقللها في عينك، تذكر معاصيك، ثم تذكر هي في حق من كانت، لقد كانت في حق الجبار سبحانه، الذي لم يزل ينعم عليك وأنت تعصيه، وبعد هذا تحزن حزن من منع عنه حقه أو حرم حرمانًا عظيمًا!
تذكر إخوانك الذين عظم عليهم البلاء، وأن كل مصائبك لا شيء أمام مصائبهم، ولهم من الثواب العظيم ان شاء الله ما ينسيهم كل هذا في طرفة عين.
فليكن دعائك لنفسك ولإخوانك طمعًا في كرم الله، فإن الشيطان يريدك أن تدعوه ساخطًا على منعه لك، وربما يجعلك تيأس من الدعاء وكأن الله لم يسبق له أن أعطاك شيء فما حاجتك للدعاء إذًا!!
في الخلاصة، تأدب مع رب العالمين، فإن أمرك كله في يده، وقلبك بين أصابعه..
#الغيث_الشامي