في ما يسمى مشكلة الشر وعلاقتها بالثواب والعقاب وأنها من دلائل النبوة.

1 وقت القراءة

 

الله عز وجل يعاملنا بالفضل المتضمن للعدل، فهو لم يخلق لنا الدنيا إلا دار ابتلاء ومع ذلك جعل الأصل فيها النعم وأنها مجانية أو ثمرة عنها والطارئ عليها هو الزوال، وأقصد بمجانية هنا أي انها قبل فعل الطاعة أصلًا بل وقبل أن تطلبها، مثل نعمة السمع والبصر والحياة وغيرها من النعم الأصلية الفطرية التي تولد بها وكل ما تجنيه من نعم وتفعله من فضائل بعدها تكون هي سبب من أسبابه.

وجعل الابتلائات كفارة تذهب الذنوب، بينما النعم لا تذهب الحسنات ولا تنقص منها.

والذنوب لا تتضاعف بينما الحسنات تتضاعف، ثم هو الذي هداك أصًلا للمعرفة التوبة وفعلها ثم تاب عليك.

وذنوبك كلها عدا الشرك تحت المشيئة، فنعم الرب هذا الرب، حتى أنك لتستعجب كيف يُعبد غيره ويطلب من غيره ويستغاث بغيره.

ومع ذلك فيريد الملحد أن يكفر بهذا الرب العظيم ويدعي أنه لا يستحق العذاب الكبير على هذا وأنه من الشر عقابه، والحق أنه عين العدل ومحضه، وهو عدل من بعد فضل كبير قد جحده.

فلا مكان في الإسلام لشبهة الشر أبدًا، والعجيب أنها شبهة نشأت في بلاد كثيرة الخيرات، ولم يخرج لها جواب شافٍ إلا من أرض صعبة العيش قليلة الموارد كبلاد العرب.

وهذا والله عند التدبر لمن دلائل النبوة.

#الغيث_الشامي


إرسال تعليق