في جواب قول بعض المنافقين المنتسبين للإسلام

2 وقت القراءة

لو صح الحديث المعين لكفرت، لا تكرهونا بالدين يا مشايخ حتى لا نلحد، لا تتحدثوا عن أحكام المرأة لأن هذا يسبب الإلحاد:

قال تعالى: ( يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا ۖ قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم ۖ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ )

وقال تعالى: ( فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )

وأكثر هذه الاعتراضات تكون: 

لماذا شرع الله كذا ولم يشرع كذا مما أحب، والله خلقك وخلق ما تحب وما تكره وليس لك حق عليه أن يخلق ويأمر بما تحب فقط بل هو أعطاك جنة أنت لا تستحقها بعملك! فكيف تشترط شيئًا بعدها ؟!

أو لماذا فضل الله هؤلاء القوم على هؤلاء، والله فضل الأنبياء على سائر البشر واعتراضات المشركين كانت من جنس اعتراضاتك والردود عليها من جنس ردود الأنبياء عليهم، فالمرأة التي تحاول إبطال فضل الرجال على النساء (بغض النظر عن الصواب في المسألة حتى لا تأتي واحدة تجادلني) لكن هناك من تحاول إبطال هذا مبدئيّا لأن الحكم نفسه لا يعجبها ولا تريده أن يكون صوابًا بالنهاية (إنحياز مبدئي توكيدي) وأنه لو كان صوابًا لكان الله ظالمًا وستكفر به.

مع أن الله كما فضل بعض أعيان البشر على بعض الأعيان أو أعطى مجموعة من الناس صفات كمال خلقية أو شرعية ومنعها عن غيرهم ولم ترفضي فما الذي تغير حين تعلق الأمر بك؟

فضل بعضهم بالنبوة التي تقتضي تفضيًلا في الدنيا والآخرة، وأما الصفات الدنيوية التي لا تقتضي تفضيلًا أخرويّا كحال تفضيل الرجال على النساء فهذا كثير كتفضيل بعض الناس بالجمال على غيرهم، وبالغنى على غيرهم، وبالولادة مسلمًا على غيره، وبمن ولد وتعلم العربية في صغره على الأعجمي فالعربي أقدر على تعلم الدين، والقوي على الضعيف وأولاد الملوك على غيرهم وأمثال ذلك لا تعد ولا تحصى.

الرفض المبدئي لأمر كهذا كأنه مستحيل هو تألي على الله من قبل أن تجدي النتيجة أصلًا وهذا محذور كبير شرعيّا.

بل أغلب الشبهات التي تتعلق بالمرأة هي من قبيل الاعتراض على القدر في الحقيقة ومن جنس الاعتراضات الإبليسية حين رفض السجود لآدم!

ومن هذا لماذا يغفر الله لفلان ولا يغفر لفلان (بناءً على معايير إنسانوية تتعلق بحقوق البشر)، فنقول الله سبحانه وتعالى أعدل منك وهو يعلم أكثر منك كيف يعيد الحق لصاحبه وهو أعلم بعباده وأعلم بحال من يرحمه ممن لم يرحمه وتذكر أنك ليس لك أن تسأله عن شيء وهو غني عنك ولو أفناك وأنت تثرثر لما تغير في الوجود شيء ولما اهتم أحد بذلك سوى بعض أهلك وستنسى بعد فترة : ) ولولا أن الله يبعثك ويدخلك الجنة لما كان لحياتك معنى أصلًا ولكنت كسائر الحشرات التي تدهسها بالخطأ ولا تبالي فاعرف قدرك.

هذا والله أعلم

#الغيث_الشامي

إرسال تعليق