هل نظرية الإنفجار العظيم نسفت الإلحاد؟!



تعال لنرى على ماذا بنيت النظرية وما المسلمات التي إن أزلناها منها سقطت معرفيّا:

المسلمة الأولى: أن أحداث نشأة العالم يمكن قياسها على طبائع العالم نفسها

لماذا؟

المسلمة الثانية التي تبرر المسلمة الأولى: أن كل الحوادث التي تمت في أي زمان ومكان أو تمت في الواقع بشكل عام يمكن قياسها على طبائع العالم وقوانينه بشكل ما أو بآخر مهما عدت في الزمان للوراء

لماذا؟

المسلمة الثالثة: لأن كل أسباب الأحداث طبيعية نوعًا وتحكمها قوانين طبيعية في خروج النتائج منها (وهذا شرك للمعلومية لأنه عندهم تعليل تام مغلق على الأسباب الطبيعية ولا يجوز للإله أن يخرق القوانين لأننا كما ذكرنا عندهم لا يجوز لحدث ما مثل حدث نشأة العالم أن يكون غيبي بل لا بد أن نستطيع وصفه تماما بالقوانين الطبيعية وإلا سقطت النظرية وأمكن أن يكون الحادث مختلف تماما عما نتصوره من خلال القياس على القوانين المعروفة التي يعمل بها العالم بعد تمام خلقه)

لماذا؟

المسلمة الرابعة: لأنه لا موجود بحق إلا الطبيعة، وأنها كلها متماثلة في كل زمان ومكان فإذا علمت بعضها علمت كلها، فإذا علمت بعض المكان في العالم علمت كل مكان، وإذا علمت بعض زمان العالم وأنواع الحوادث فيه علمت كل زمان، فما إن رأيت مشاهدة ما في السماء أو الأرض أمكنك أن تعود بخيالك إلى الماضي السحيق معتقدا أنها لم تزل تجري كما تجري الآن على نفس القوانين تماما وبالتالي يمكنك وضع نظرية عن كيفية نشأة الطبيعة نفسها بشكل طبيعي، حتى لو كنت أنت تقول أن هذا الحدث جرى قبل 13.8 مليار سنة تحديدًا! وليس قبل 13.7 : )

لأن الماضي كله مفتوح على مصراعيه أمامك، فأنت جازم أنه كله يجري على نفس القوانين والطبائع وما عليك سوى إعمال عقلك وخيالك لتصل لأفضل قياس وتشبيه على ما يجري في عادتنا من كيفية جريان القوانين على الأشياء والحوادث والمادة والطاقة لتنتج النتائج كقياس نشأة الكون على أنه انتفاخ أو انفجار أو تمدد أو توسع.

المسلمة الخامسة: امتناع الحوادث الخارقة للطبيعة (المعجزات): لأنها لو جازت مجرد الجواز لانهدمت كل المسلمات التي ذكرناها في الأعلى.

ومهما أتيتني بآيات قرآنية تدعم هذا، فسأقول لك هل أنت تبني تصورك على هذه الآيات أم على شيء بني على هذه المسلمات المذكورة أعلاه!

هل نظرية بنيت على هذه المسلمات يمكن أن تهدم الإلحاد؟

وأخيرًا، نحن قوم نقرأ في فلسفة العلم، ونقرأ لعلماء الطبيعيات، ونعلم جيدًا ان كنت أنت تجهل أن كل هذا ظني عندهم يمكن أن ينقلبوا عليه وقد بدأ العد التنازلي لذلك فعلًا، ولم تمنعهم النظرية من الإلحاد بل وضعوا فرضيات أخرى جارية على نفس المسلمات لما هو قبل نقطة الانفجار فما اوصلهم لتلك النقطة لن يمنعهم أن يعودوا لشيء قبلها، وبعض الأغبياء يقولون لا قبل لها اصلا ، فنقول له فكيف تقول أن لك خالقا قبل العالم !

اذا قلت يجوز ان يوجد خالق قبل العالم قالوا لك هم اذا له قبل واذا حق لنا ان نفترض ما نشاء وبرخصة منك الست قد قبلت منا أن نتخرص لنعلم ما الذي جرى في العالم قبل 13.8 فاسمح لنا ان نعود قليلا لقبل 13.81 : )

وأنت لو ذهبت واحتججت بهذه النظرية على شخص ما يفهم ما يجري في الوسط العلمي لضحك عليك والله وقال لك هذه النظرية ظنية ونحن اصلا نقبل أي نظرية في النشأة ولا نستطيع الجزم بصحة أي واحدة وشرطنا في ذلك فقط أن تكون طبيعية أي جارية على المسلمات المذكورة أعلاه.

وأنا أسالك بالله، ما الفرق بين هذا الانفجار المذكور وبين أي حدث مخلوق أمام عينك؟! أليس كل حادث يستلزم أن ينتهي إلى قديم غير مخلوق؟! أم فقط حادث نشأة العالم هو الذي معه واسطة لإثبات واجب الوجود عندك ؟! 

بأي شيء فرقت بين الانفجار العظيم وأي انفجار يحدث أمامك من جهة أنه حادث له سبب حادث وصولا إلى الخالق.

وليكن ما يكون، هل هذا ضريبته عندك أن تدفع ثمن تلك المسلمات المذكورة أعلاه!!

هذا والله أعلم.

#الغيث_الشامي

إرسال تعليق