يعتقدُ السَّلَفُ:
● أن لله تعالى صفة الكلام، وهي صفة قائمة به غیر بائنة عنه، لا ابتداء لاتصافه بها ولا انتهاء، يتكلم بها بمشيئته واختياره.
● وكلامه تعالى أحسَنُ الكَلام.
● ولا يماثل كلامَ المَخلوقِينَ، إذ الخالق لا يُقَاسُ بالمخلوقِ.
● ويُكَلِّمُ به مَن شَاءَ من خَلْقِهِ : من مَلائكته ورسله، وسائِرِ ،عبادِهِ بواسطة إن شاء، وبغيرها.
●ويُسْمِعُه على الحقيقة مَن شاءَ من مَلائكته، ورُسُلِهِ، ويُسْمِعُه عباده في الدار الآخرة بصَوْتِ نفسِهِ، كما أنهُ كلَّمَ موسى وناداه حين أتى الشجرة بصَوْتِ نفسِهِ فَسَمِعَهُ موسى.
● وأن من الآيات التي تقرب لنا عظمة وقوة صوت الله عز وجل هو جر السلسلة على الصفوان وأشد ما نجد من الصواعق.
●وكما أَنَّ كَلَامَهُ تعالى لا يُشْبه كلامَ المَخلوقِينَ، فَإِنَّ صَوْتَهُ لا يُشْبِهُ أصواتهم.
● وكَلِماتُهُ تعالى لا نهاية لها وهي باقية في علمه لا تفنى ولا تبيد ولا تنفد كلمات ربي فيعجز عن الكلام بالمزيد.
● ومِنْ كَلامِهِ :
القُرآنُ، والتوراة والإنجيل.
• فالقرآن كلامه : سُوره، وآياته، وكلماتُهُ. تَكَلَّمَ به بحُروفِهِ وأصوات تلك الحروغ العربية وَمَعَانِيهِ بصوته عز وجل.
• ولم يُنزله على أحد قبل محمد .
• أسمعه جبريل عليه السّلامُ وأَسْمَعَهُ جبريلُ مُحَمَّداً، وأَسْمَعَهُ مُحَمَّدٌ، امته، وليس لجبريل ولا لمُحَمد صلى الله عليه وسلم إلا التبليغ والأداء ..
• والأداء بجوارهم المخلوقة فعل أمرهم الله به في القدر الشرعي وقدّره بالقدر الكوني وبه يبين القران الغير مخلوق كيفما وجهته وكيفما بينته.
▪︎ وهو المكتوب في اللوح المَحْفُوظ، وهو الذي في المصاحف، يتلوه التالــون بالسنتهم، ويقرؤُهُ المُقرئونَ بأصواتهم، ويسمعُهُ السامعونَ بآذَانِهِم، ويَنْسَحُهُ النَّسَاحُ ويَطْبَعُهُ الطَّابِعونَ بآلاتِهم، ويسافر به المسافرون، وهو الذي في صُدورِ الحفاظ، بحُروفِهِ ومعانيه، تكلَّمَ اللهُ بهِ على الحقيقة، فهو كلامه على الحقيقةِ لا كَلامُ غيره، منه بَدَأ حين قاله، وإليه يعود ويرفع ويُنسب، وهو قُرآن واحدٌ مُنْزَل، غير مخلوق، لا في السماء ولا فيالأرض، ولا يصير مخلوق أبدًا حيثما كان، كيفما تصرّف:
● بقراءة قارىء، أو بلفظ لافظ، أو بحفظ حافظ، أو بخط كاتب، وحَيثُ تُلي، وكُتِبَ، وقُرى.
> فَمَنْ سَمِعَهُ فَزَعَم أَنَّهُ مَخلوقٌ فَقَدْ كَفَرَ.
وكَتَبَ تَعالى التَّوْرَاةَ المُوسى بيده، قبلَ خَلْقِ آدمَ بِأربعينَ سَنَةً ـ كما صح به الخبر ..
● وكلام الله تعالى ينقسِمُ وَيَتَبَعضُ ويتجزا: فمنه الخبر والنداء والأمر والحروف والكلمات.
● فالقرآن من كلامه، والتّوراة من كلامه والإنجيل من كلامِهِ، والقرآن غير التوراة، والتوراة غير الإنجيل .
● والفاتحة بعضُ القُرآنِ، وآيةُ الكُرْسي بعض البقرة، وسُورة البقرة غيرُ سورة آل عِمْرانَ ، وهكذا سائر كلامه.
كَمَا أَنَّهُ تعالى تكلَّمَ باللغاتِ، فالتّوراة بالعبرانية، والقرآنُ بالعربية، والإنجيل بالسريانية ويتكلم بكل الألسن وبقوة كل الألسن كما ورد في الأثر.
● وفي القرآن من المعاني ما لَيْسَ في التَّوراة، وفيها من المعاني ما ليس في القرآنِ، وهكذا سائر كَلامِهِ.
● كما أن كلامه تعالى يتفاضَلُ، فيكون بعضُهُ أَفضَلَ مِنْ بَعْضٍ ، فَآيَةً الكرسي أفضل من سواها من الآي وسُورة الفاتحةِ لَمْ يَنْزِلْ فِي التَّوراةِ ولا في الإنجيل ولا في القُرآنِ مِثْلُها ، و قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ تَعْدِلُ ثُلُثَ القرآن . كَمَا أَنْ كلامَهُ تعالى يتعاقَبُ - أي يتلو بعضُهُ بَعْضاً ـ كـ بسم الله الله عقب بسم والسِّينُ عقب الباء، والمِيم عقب السين، وكل ذلك كلامُ الله تعالى غَيْرُ مَخلوقٌ، بالفاظه وحروفه، لا يُشْبِهُ كلام فكلمة الخَلْق .
● وأصواتُ العبادِ وتحريك اللسان بالارادة مخلوق والحركات المخصوصة بالقران التي هي نظمه وحروفه واصوات الحروف وترتيبها غير مخلوق وهي من القرآنِ والقران الغير مخلوق يقوم بهذه الحركة ويبين بها وهي على وجهان وجه الحركة الارادية التي تنسب للمخلوق ووجه الحركة المرادة المخصوصة التي هي كلام الله المنسوب اليه وهذه غير مخلوقة، ووَرَقُ المُصْحَفِ، وجِلْدُهُ، ومِدادُ الكتابة، كُلّ ذلك مخلوقٌ مَصْنوع، والمُؤلِّفُ من الحُروفِ المنطوقة المسموعة المَسْطورةِ المَحْفوظةِ، كَلامُ الله تعالى غيرُ مَخْلوقٍ بحروفِهِ ومعانيه، وهو معنا هنا على الأرض غير مخلوق، يبين بهذه المخلوقات، فهو فعل الله نبينه بألستنا وليس القران من كلامنا ولا فعل لنا إنما بيانه فعلنا وهو النقل.
هذه جملةُ الاعتقادِ في كلام الله تعالى.
#الغيث_الشامي