في البحث عن الشبهات من مسائل حرب الكرماني

1 وقت القراءة

قال الله تعالى حاكيًا حال بني اسرائيل:

{ وَإِذۡ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوۡمِهِۦۤ إِنَّ ٱللَّهَ یَأۡمُرُكُمۡ أَن تَذۡبَحُوا۟ بَقَرَةࣰۖ قَالُوۤا۟ أَتَتَّخِذُنَا هُزُوࣰاۖ قَالَ أَعُوذُ بِٱللَّهِ أَنۡ أَكُونَ مِنَ ٱلۡجَـٰهِلِینَ } { قَالُوا۟ ٱدۡعُ لَنَا رَبَّكَ یُبَیِّن لَّنَا مَا هِیَۚ قَالَ إِنَّهُۥ یَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةࣱ لَّا فَارِضࣱ وَلَا بِكۡرٌ عَوَانُۢ بَیۡنَ ذَ ٰ⁠لِكَۖ فَٱفۡعَلُوا۟ مَا تُؤۡمَرُونَ } { قَالُوا۟ ٱدۡعُ لَنَا رَبَّكَ یُبَیِّن لَّنَا مَا لَوۡنُهَاۚ قَالَ إِنَّهُۥ یَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةࣱ صَفۡرَاۤءُ فَاقِعࣱ لَّوۡنُهَا تَسُرُّ ٱلنَّـٰظِرِینَ }{ قَالُوا۟ ٱدۡعُ لَنَا رَبَّكَ یُبَیِّن لَّنَا مَا هِیَ إِنَّ ٱلۡبَقَرَ تَشَـٰبَهَ عَلَیۡنَا وَإِنَّاۤ إِن شَاۤءَ ٱللَّهُ لَمُهۡتَدُونَ } { قَالَ إِنَّهُۥ یَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةࣱ لَّا ذَلُولࣱ تُثِیرُ ٱلۡأَرۡضَ وَلَا تَسۡقِی ٱلۡحَرۡثَ مُسَلَّمَةࣱ لَّا شِیَةَ فِیهَاۚ قَالُوا۟ ٱلۡـَٔـٰنَ جِئۡتَ بِٱلۡحَقِّۚ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا۟ یَفۡعَلُونَ }

سُورَةُ البَقَرَةِ

فالشاهد في الأمر قول القوم 

{ قَالُوا۟ ٱدۡعُ لَنَا رَبَّكَ یُبَیِّن لَّنَا مَا هِیَ إِنَّ ٱلۡبَقَرَ تَشَـٰبَهَ عَلَیۡنَا وَإِنَّاۤ إِن شَاۤءَ ٱللَّهُ لَمُهۡتَدُونَ }

فالسؤال هنا لم يورد لتجلية أمر خفيّ قد اشتبه، إنما كثرة السؤال والتشقيق في الأمر الواضح هو الذي أحدث الشبهة ابتداء وصعب طريق الوصول، وبالكاد وصلوا بعد ذلك {فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا۟ یَفۡعَلُونَ}

وذلك بعد أن شرطوا شرطًا مبدئيّا وهو أن الحق صعب ولا يمكن أن يكون واضحًا، بسبب اسائتهم الظن بالله الهادي سبحانه وتعالى، فلم يعترفوا بأنهم عرفوا ما المطلوب منهم "وهو مجرد ذبح بقرة" إلا بعد أسئلة كثيرة وتنطع كبير طول عليهم الطريق {قَالُوا۟ ٱلۡـَٔـٰنَ جِئۡتَ بِٱلۡحَقِّۚ} 

وهذا والله يذكرنا أول ما يذكرنا بحال المتفلسفة وأهل الكلام ومن لف لفهم من المنتسبين إلى أهل السنة في تعاملهم مع بعض القضايا في ما يسمى "ملف الشبهات"، فتأمل..

#الغيث_الشامي

إرسال تعليق