شرح ابن القيم لمسألة التجسيم والأعراض وحلول الحوادث

1 وقت القراءة

يقول: لفظ الجسم في القرآن هو البدن، كما قال تعالى: ﴿وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم﴾ [المنافقون: ٤]. وهم اصطلحوا على تسمية كل قائم بنفسه جسما، مرئيا كان أو غير مرئي، وسموا الموصوف بالصفات جسما، وسموا من له وجه ويدان جسما، ثم نفوا الجسم عن الصانع، وأوهموا أنهم ينفون معناه لغة، وقصدهم نفي معناه اصطلاحا، فسموه بخلاف اسمه في اللغة، ونفوا به ما أثبته الرب لنفسه من صفات الكمال.

وكذلك سموا صفاته أعراضا، ثم نفوا عنه الأعراض بالمعنى الذي اصطلحوا عليه، لا بالمعنى الذي وضعت له ألفاظ الأعراض في اللغة.

وكذلك سموا أفعاله حوادث، ثم نفوها عنه بالمعنى الذي اصطلحوا عليه لا بمعناه في اللغة، فإن النبي ﷺ قال: «لعن الله من أحدث حدثا أو آوى محدثا». وقال: «إياكم والحدث في الإسلام». وقال: «لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ».

فإذا قالوا: لا تحله الحوادث. أوهموا الناس هذه الحوادث، ومرادهم أنه لا يتكلم ولا يكلم، ولا يرى ولا يسمع، ولا استوى على عرشه بعد أن لم يكن مستويا، ولا ينزل كل ليلة إلى سماء الدنيا، ولا ينادي عباده يوم القيامة، ولا يشاء مشيئة، إلى أمثال ذلك." 

- الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة

#الغيث_الشامي

إرسال تعليق