هل الزلازل حركة صفائح أرضية أم ابتلاء؟

1 وقت القراءة


▪︎مبدئيّا هذه النوعية من الأسئلة تعاني من مغالطة منطقية شهيرة تسمى "المأزق المفتعل false dilemma"، ومثالها أن يقال لمسلم:

• إما أنك تؤيد الغزو الأمريكي للعراق أو أنك إذًا من الإرهابيين.

وكما ترى فهنا يوهمك أنه لا خيار ثالث وأنك مضطر للاختيار إما هذا أو ذاك.

▪︎والسؤال عن سبب الزلائل هنا فيه هذه المغالطة، وهو مع ذلك فيه خلط ما بين نوعين من الأسباب وهما "السبب الغائي (الحكمة) = الابتلاء" والسبب الفاعل أو كيفية حصول الشيء = (حركة الصفائح الأرضية).

• ومثال ذلك المثال المعروف باسم كعكة الجدة، وهو أن أحدهم أرسلت له جدته كعكة كهدية له، فأحب أن يعرف سبب إرسال الجدة له هذه الكعكة، فاتصل باخصائي غذائي وعالم في الكيمياء واستدعاهم لمنزله ليقوموا بتحليل كل شيء عن هذه الكعكة، نوعية المواد المستخدمة فيها والمخاليط والسكر وتحليلها قطعة قطعة.

> وفعلًأ أعطوه معلومات كثيرة عن الكعكة وعن تركيبها ومافيها من سعرات حرارية، ولكن عجزوا عن المعلومة المطلوبة وهي "لماذا صنعت الجدة هذه الكعكة"، وبمجرد أن سأل الجدة حتى أجابته أنها صنعتها له لأنه تحبّه ولأنها شعرت أنها منذ فترة طويلة لم ترسل له أي هدية وأنها تعلمت طهو نوعية جديدة من الكعك فأحبت أن يذوقها.

• فكما ترون هنا لم تغنه معرفة كيفية صنع الكعكة عن السبب الغائي الذي دفع الجدة لصنعها.

// ويجدر بي الإشارة هنا أن السبب الغائي أو الحكمة أو الدافع للإرادة يسأل عنه بـ "لماذا" بينما السبب الفاعل أو كيفية الفعل يسأل عنها بـ "كيف"، فلذلك لا تناقض بين أن يقال أن الله أراد ابتلاء قوم بأن تتزلزل الأرض من تحتهم فحرك صفائح الأرض الصخرية الضخمة من تحتهم ليتوفاهم سبحانه ويتخذ منهم شهداء، وصابرين ومنهم أيضًأ من عوقب على ذنوبه في الدنيا قبل الآخرة ومنهم من سيعاقب عليها في الآخرة أيضًا وحكم كثيرة الله أعلم بها.

هذا والله أعلم

#الغيث_الشامي

إرسال تعليق