هل كون كل شيء مخلوق بقدر ومكتوب يقتضي الجبر؟

2 وقت القراءة


○ الجواب الكافي والبيّن للأفهام، لا ولا تحتاج أن تعرف التفصيل: 

• فالله سبحانه وتعالى قد قال: ( إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ (27) لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ (28) وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) 

• وقال سبحانه: (  قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ (95) وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ )

> فها هو سبحانه قد جمع بين مشيئتنا ومشيئته والأمر قد حُسم

--- 

● وأما الجواب التفصيلي وهو غير مهم بل هو من فضول العلم فإن لم تفهمه فليس الأمر بذي بال:

• المقدمة الأولى: أي حد يحدث لابد له من اجتماع الشروط (الأسباب الكافية لحدوثه) وانتفاء الموانع المانعة من حدوثه.

• المقدمة الثانية: إرادتك في نفسك حدث، إذا لزم فيها أن تجتمع الشروط وتنتفي الموانع قبل حصول الإرادة، وهي الأسباب الكافية لاقناعك أن تبدأ الإرادة في نفسك والتي جمعها الله سبحانه وتعالى قدرًا ونفى عنها الموانع.

▪︎مثال: كشعورك بالجوع والتعب وغريزة حب الحياة وثم الأسباب التفصيلية التي اجتمعت في ذهنك حينها وشهيتك للطعام لتكون اسباب كافية مع انتفاء الموانع ككونك سليم النفس غير مصاب بفقدان الشهية بسبب اكتئاب او ما شابه بحيث تأكل كما علم الله في علمه أزلًأ أنك فاعل ومريد على الحقيقة من هذه الأسباب التي ستقنعك حتمًا بكامل إرادتك وبما يناسب ملكتك العقلية وسجيتك حتى تقتنع.

> فالإرادة ليست هي السبب الوحيد في فعلك وهو "الأكل" وأنت لست السبب الوحيد في "إرادتك" بل أنت ما أردتها أصلًا إلا لأسباب سابقة على تلك الإرادة دفعتك لتلك الإرادة كما هو واضح.

▪︎المقدمة الثالثة: امتناع الترجيح بلا مرجح، أي امتناع أن تريد شيء بلا اي سبب منطقي أو عاطفي أو ذوقي لأن تختار شيء دون شيء آخر وإلا لزم القول بتخصيص حادث بكيفية معينة دون مخصص وهذا ممتنع.

> النتيجة: وما دفعك لارادة شيء مخصوص هذه أسباب سابقة للإرادة، وترتيب هذه الأسباب سببًا بعدد سبب حتى تجتمع كلها وتنتج "النتيجة وهي إرادتك" هذا هو القدر في المسألة.

> وكما ترى فإرادتك موجودة وما يسبقها من الأسباب وتترتب عليه هي موجودة أيضًأ ولا تناقض.

■ الملخص: الله سبحانه وتعالى عندما يخلق أي شيء أو أي إنسان يكون عالمًا بما سيفعل هذا الإنسان أو هذا الشيء وماذا سيؤدي إليه خلقه بهذه الكيفية، كاتبًا لما في علمه في اللوح المحفوظ، وهو الذي ييسر لهذا الشيء أو الإنسان أن يفعل ما يفعل أو يؤثر ما يؤثر، سواء كان إنسانًا أم ظاهرة طبيعية أو أي مخلوق يخطر في بالك.

هذا والله أعلم.

#الغيث_الشامي

إرسال تعليق